نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 252
الآيات : 1 - 2 ] بالوجود الموهوب الحقاني ، والاستقامة في البقاء بعد الفناء بالتمكين ليسع صدرك الجمع والتفصيل والحق والخلق ، فلم يبق عليك وزر في عين الجمع ولا حجاب بأحدهما عن الآخر * ( لتنذر به ) * وتذكر تذكيراً * ( للمؤمنين ) * بالإيمان الغيبي ، أي : لا يضق صدرك منه ليمكنك الإنذار والتذكير ، إذ لو ضاق لبقي في حال الفناء ، لا يرى إلا الحق في الوجود وينظر إلى الحق بنظر العدم المحض فكيف ينذر ويذكر ويأمر وينهى . على تقدير القسم . فمعناه بالكل من أوله إلى آخره ، أو باسم الله الأعظم إذ ( ص ) حامل العرش والعرش يسع الذات والصفات والمجموع هو الاسم الأعظم ، لهو كتاب أنزل إليك علمه ، أو : لهذا القرآن كتاب أنزل إليك . [ تفسير سورة الأعراف من آية 8 إلى آية 9 ] * ( والوزن يومئذ الحق ) * الوزن هو الاعتبار ، أي : اعتبار الأعمال حين قامت القيامة الصغرى . هو الحق ، أي : العدل أو الثابت أو الوزن العدل يومئذ . * ( فمن ثقلت موازينه ) * أي : رجحت موزوناته بأن كانت باقيات صالحات * ( فأولئك هم المفلحون ) * الفائزون بصفات الفطرة ، ونعيم جنة الصفات في مقام القلب * ( ومن خفت موازينه ) * موزوناته بأن كانت من المحسوسات الفانية * ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) * ببيعها باللذات العاجلة السريعة الزوال وإفنائها في دار الفناء مع كونها بضاعة البقاء . واعلم أن لسان ميزان الحق هو صفة العدل وإحدى كفتيه هو عالم الحس ، والكفة الأخرى هو عالم العقل فمن كانت مكاسبه من المعقولات الباقية والأخلاق الفاضلة والأعمال الخيرية المقرونة بالنيات الصادقة ، ثقلت أي : كانت ذات قدر ووزن ، إذ لا قدر أرجح من البقاء الدائم . ومن كانت مقتنياته من المحسوسات الفانية واللذات الزائلة والشهوات الفاسدة والأخلاق الرديئة والشرور المردية ، خفت أي : لا قدر لها ولا اعتداد بها ، ولا خفة أخف من الفناء ، فخسرانهم هو أنهم أضاعوا استعدادهم الأصلي في طلب الحطام الدنيوي وتحصيل المآرب النفسانية بسبب ظهورهم بصفات أنفسهم وظلمهم بصفات الله تعالى بالتكذيب بها ، أي : بإخفائها بصفات أنفسهم . [ تفسير سورة الأعراف من آية 10 إلى آية 18
252
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 252