نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 223
* ( والذين كذبوا ) * بتجليات صفاتنا لاحتجابهم بغواشي صفات نفوسهم * ( صم ) * بآذان القلوب فلا يسمعون كلام الحق * ( وبكم ) * بألسنتها التي هي العقول فلا ينطقون بالحق في ظلمات صفات نفوسهم وجلابيب أبدانهم وغشاوات طبائعهم كالدواب ، فكيف يصدقونك وما هداهم الله لذلك بالتوفيق * ( من يشأ الله يضلله ) * بإسبال حجب جلاله * ( ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ) * بإشراق نور وجهه وسبحات جماله * ( قل أرأيتكم ) * إلى آخره ، أي : كل مشرك عند وقوعه في العذاب أو عند حضور الموت إن فسرنا الساعة بالقيامة الصغرى أو رفع الحجاب بالهداية الحقانية إلى التوحيد الحقيقي ، إن فسرناها بالقيامة الكبرى يتبرأ عن حول من أشركه بالله وقوته ويتحقق أن لا حول ولا قوة إلا بالله ولا يدعو إلا الله ، وينسى كل من تمسك به وأشركه بالله من الوسائل ، ولهذا قيل : البلاء سوط من سياط الله ، يسوق عباده . أما ترى كيف عقب كلامه بمقارنة الأخذ بالبأساء والضراء بإرسال الرسل . لعل تضاعف أسباب اللطف ، كقود الأنبياء وسوق العذاب ، يزعجهم عن مقار نفوسهم ويكسر سورتها وشدة شكيمتها ، فيطيعوا ويبرزوا من الحجاب وينقادوا متضرعين عند تجلي صفة القهر وتأثيرها فيهم ، ثم بين أنهم ما تضرعوا لقساوة قلوبهم بكثافة الحجاب وغلبة غش الهوى وحب الدنيا وميل اللذات الجسمانية . [ تفسير سورة الأنعام من آية 51 إلى آية 53 ] * ( وأنذر به الذين يخافون ) * أي : أنذر بما أوحي إليك المستعدين الذين هم أهل الخوف والرجاء ، وأعرض عن الذين قست قلوبهم فإنه لا ينجع فيهم كما قال في أول الكتاب : * ( هدى للمتقين ) * [ البقرة ، الآية : 2 ] . * ( أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ) * أي : يعلمون بصفاء استعدادهم أنه لا بد من الرجوع إلى الله ، فيخافون أن يحشروا إليه في حال كونهم محجوبين عنه بحجب صفاتهم وأفعالهم لا ولي ينصرهم غير الله فينقذهم من ذلة البعد وعذاب الحرمان ، ولا شفيع يشفع لهم
223
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 223