نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 221
* ( قد خسر الذين ) * المحجوبون المكذبون بلقاء الحق * ( حتى إذا جاءتهم ) * القيامة الصغرى ندموا على تفريطهم فيها * ( وهم يحملون أوزارهم ) * من أعباء التعلقات ، وأفعال محبة الجسمانيات ، ووبال السيئات ، وآثام هيئات الحسيات * ( على ظهورهم ) * أي : ارتكبتهم واستولت عليهم للرسوخ في نفوسهم فحجبتهم وعذبتهم وثبطتهم عما أرادوا * ( وما الحياة الدنيا ) * أي : الحياة الحسية ، لأن المحسوس أدنى إلى الخلق من المعقول * ( إلا لعب ) * أي : إلا شيء لا أصل له ولا حقيقة سريع الفناء والانقضاء * ( وللدار الآخرة ) * أي : عالم الروحانيات * ( خير للذين ) * يتجردون عن ملابس الصفات البشرية واللذات البدنية * ( أفلا تعقلون ) * حتى تختاروا الأشرف الأطيب على الأخس الأدون الفاني . * ( قد نعلم إنه ليحزنك ) * عتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بظهور نفسه بصفة الحزن * ( لا يكذبونك ) * إلى آخره ، أي : ليس إنكارهم تكذيبك لأنك لست في هذه الدعوة قائماً بنفسك ولا هذا الكلام صفة لك ، بل تدعوهم بالله وصفاته وهذه عادة قديمة . [ تفسير سورة الأنعام من آية 34 إلى آية 38 ] * ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا ) * بالله ، سلاه بالله بعدما عاتبه لئلا يبقى في التلوين ولا يتأسف بعد ذهابه عليه فيقع في القبض بل يطمئن قلبه ، ولهذا عقبه بقوله : * ( ولا مبدل لكلمات الله ) * أي : صفات الله التي يتجلى بها لعباده ولا تتغير ولا تتبدل بإنكار المنكرين ولا يمكنهم تبديلها . ونفى عنه القدرة وعجزه بقوله : * ( وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت ) * إلى آخره ، لئلا تظهر نفسه بصفاتها * ( فلا تكونن من الجاهلين ) * الذين لا يطلعون على حكمة تفاوت الاستعدادات ، فتتأسف على احتجاب من احتجب . فإن المشيئة الإلهية اقتضت هداية بعض وحرمان بعض لحكمة ترتب النظام وظهور الكمالات الظاهرة والباطنة ، فلا يستجيب إلا من فتح الله سمع قلبه بالهداية الأصلية ووهب له الحياة الحقيقية بصفات الاستعداد ونور الفطرة ، لا موتى
221
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 221