نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 197
[ تفسير سورة المائدة من آية 23 إلى آية 26 ] * ( قال رجلان من الذين يخافون ) * كانا من النقباء الاثني عشر وهم : العقل النظري والعقل العلمي يخافون سوء عاقبة ملازمة الجسم ووبال العقوبة بهيآته المظلمة * ( أنعم الله عليهما ) * بالهداية إلى الطريق المستقيم والدين القويم * ( ادخلوا عليهم الباب ) * باب قرية القلب وهو التوكل بتجلي الأفعال كما أن باب قرية الروح هو الرضا * ( فإذا ) * دخلتم مقام التوكل الذي هو باب القرية * ( فإنكم غالبون ) * بخروجكم عن أفعالكم وعن أحوالكم وبكونكم فاعلين بالله ، وإذا كان الحول والقوة بالله يهرب شيطان الوهم والتخيل والهوى والغضب منكم فغلبتم عليهم . ويدل على أن الباب هو التوكل قوله : * ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) * بالحقيقة ، إذ الإيمان بالغيبة عن المؤمن به أقل درجات حضور تجلي الأفعال * ( قالوا يا موسى ) * أي : أصروا على إبائهم وامتناعهم عن الدخول * ( فاذهب أنت وربك ) * أي : إن كنت نبياً فادفعهم عنا بقوة نفسك ، واقمع الهوى ، وتلك القوى فينا بلا رياضة ومجاهدة منا ، وسل ربك يدفعها عنا كما يقول الشطار والوغود عند موعظتك إياهم ، وزجرك وتهديدك لهم . ادفع بهمتك عنا هذه الشقاوة إما استهزاء وعناداً وإما جداً واعتقاداً * ( إنا ها هنا قاعدون ) * ملازمون مكاننا في مقام النفس ، معتكفون على هوى نفوسنا ولذات أبداننا كما قالوا : حطاً سمقاثاً . * ( قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ) * هي مدة بقائهم في مقام النفس ، أي : بقوا في تيه الطبيعة يتحيرون أربعين سنة إلى قرية القلب ، فإن دخول مقام القلب مع استيلاء جبابرة صفات النفس عليه حرام ممتنع ، ولهذا قال تعالى : * ( بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ) * [ الأحقاف ، الآية : 15 ] ، فإنه وقت البلوغ الحقيقي . وقيل في قصة التيه : إنهم كانوا يسيرون جادين طول النهار في ستة فراسخ ، فإذا أمسوا كانوا على المقام الذي ارتحلوا عنه ، أي : كان سعيهم في تحصيل المناجح الجسمانية والمباغي البدنية المحصورة في الجهات الست ولم يخرجوا عن الجهات بالتجرد ، فكانوا على المقام الأول لعدم توجههم إلى سمت القلب بطلب التجرد والتنزه عن الهيئات البدنية والصفات النفسانية . وكانت ينزل من السماء بالليل عمود من نار يسيرون وينتفعون بضوئه ، أي : ينزل عليهم نور عقل المعاش من سماء الروح فيهتدون به إلى
197
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 197