responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 150


الحرب بعد الاتفاق وما صبرتم عن لاحظ الدنيا ، وعصيتم الرسول بترك ما أمركم به من ملازمة المركز ، وملتم إلى زخرف الدنيا * ( من بعد ما أراكم ما تحبون ) * من الفتح والغنيمة وحان زمان شكركم لله ، وشدة إقبالكم عليه ، فذهلتم عنه ، فكان أشرفكم يريد الآخرة والباقون يريدون الدنيا ، ولم يبق فيكم من يريد الله منعكم نصره * ( ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ) * بما فعلتم فكان الابتلاء لطفاً بكم وفضلاً * ( والله ذو فضل على المؤمنين ) * في الأحوال كلها ، إما بالنصرة وإما بالابتلاء ، فإن الابتلاء فضل ولطف خفي ليعلموا أن أحوال العباد جالبة لظهور أوصاف الحق عليهم فما أعدوا له نفوسهم موهوب لهم من عند الله كما مر في قوله : ' مطيع من أطاعني ' . كما يكونون مع الله يكون الله معهم ، ولئلا يناموا إلى الأحوال دون المسلكات ، وليتمرنوا بالصبر على الشدائد ، والثبات في المواطن ، ويتمكنوا في اليقين ، ويجعلوه ملكاً لهم ، ومقاماً ، ويتحققوا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ولا يميلوا إلى الدنيا وزخرفها ، ولا يذهلوا عن الحق ، ولا يبيعوه بالدنيا والآخرة ، وليكون عقوبة عاجلة للبعض فيتمحصوا عن ذنوبهم وينالوا درجة الشهادة برفع الحجب ، خصوصاً حجاب محبة النفس ، فيلقوا الله طاهرين . ولهذا قال تعالى : * ( ولقد عفا عنكم ) * [ آل عمران ، الآية : 152 ] ، إذ الابتلاء كان سبب العفو .
* ( فأثابكم غما بغم ) * أي : صرفكم عنهم فجازاكم غماً بسبب غم لحق رسول الله من جهتكم ، بعصيانكم إياه ، وفشلكم وتنازعكم ، أو غماً بعد بغم أي : غماً مضاعفاً لتتمرنوا بالصبر على الشدائد والثبات فيها ، وتتعودوا رؤية الغلبة والظفر والغنيمة وجميع الأشياء من الله لا من أنفسكم فلا * ( تحزنوا على ما فاتكم ) * من الحظوظ والمنافع * ( ولا ما أصابكم ) * من الغموم والمضار .
[ تفسير سورة آل عمران آية 154 ] * ( ثم ) * خلى عنكم الغم بالأمن وإلقاء النعاس على الطائفة الصادقين دون المنافقين الذين * ( أهمتهم أنفسهم ) * لا نفس الرسول ولا الذين وافقوا علامة للعفو * ( لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) * لقوله تعالى : * ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) * [ الحديد ، الآية : 22 ] .

150

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست