responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 133


إلى آية ] * ( سواء بيننا وبينكم ) * أي : لم يختلف في كلمة التوحيد نبي ولا كتاب قط * ( وما كان لبشر أن يؤتيه الله ) * الآية : الاستنباء لا يكون إلا بعد مرتبة الولاية والفناء في التوحيد . ما ينبغي لبشر محا الله بشريته بإفنائه عن نفسه وأثابه وجوداً نورانياً حقانياً قابلاً للكتاب والحكمة الإلهية ، ثم يدعو الخلق إلى نفسه ، إذ الداعي إلى نفسه يكون محجوباً بالنفس كفرعون وأضرابه من الذين علموا التوحيد وما وجدوه حالاً وذوقاً ، ولم يصلوا إلى العيان ونفوسهم باقية ما ذاقت طعم الفناء ، فاحتجبوا بها ، فدعوا الخلق إلى نفوسهم وهم ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' شر الناس من قامت القيامة عليه وهو حي ' . * ( ولكن ) * يقول * ( كونوا ربانيين ) * منسوبين إلى الرب لاستيلاء الربوبية عليهم وطمس البشرية بسبب كونهم عالمين عاملين معلمين تالين لكتب الله ، أي :
كونوا عابدين مرتاضين بالعلم والعمل والمواظبة على الطاعات حتى تصيروا ربانيين بغلبة النور على الظلمة * ( ولا يأمركم ) * بتعبد معين والتقيد بصورة ، فإنه حجاب وكفر ولا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتجاب بعد إسلامكم الوجود لله .
تفسير سورة آل عمران آية 81 ] * ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ) * إلى آخره ، إن بين النبيين تعارفاً أزلياً بسبب كونهم أهل الصف الأول ، عرفاء بالله ، وكل عارف يعرف مقام سائر العرفاء ومتعهدهم من الله بعهد التوحيد عام لبني آدم ، كما ذكر ، وعهد النبيين خاص بهم وبمن يعرفهم بحق المتابعة ، فقد أخذ الله من النبيين عهدين أحدهما ما ذكر في قوله : * ( وإذ أخذ ربك من بني آدم ) * [ الأعراف ، الآية : 172 ] إلى آخره . وثانيهما ما ذكر في قوله تعالى : * ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً 7 ) * [ الأحزاب ، الآية : 7 ] وهو عهد التعارف بينهم ، وإقامة الدين ، وعدم التفرق به بتصديق بعضهم بعضاً ودعوة الحق إلى التوحيد ، وتخصيص العبادة بالله تعالى ، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتعريف بعضهم بعضاً إلى أممهم وخصوصه بسبب أن معرفة الله

133

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست