نام کتاب : تاريخ القرآن الكريم نویسنده : محمد طاهر الكردي جلد : 1 صفحه : 15
فمنها جنها وضرامها ، ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب ، وان أوعدت جعلت الألسنة ترعد من حمى القلوب ، ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان ، ورقة تستروح منها نسيم الجنان ، ونور تبصر به في مرآة الايمان وجه الأمان ، وبينا هي ترف بندى الحياة على زهرة الضمير ، وتخلق في أوراقها من معاني العبرة معنى العبير ، وتهب عليها بأنفاس الرحمة فتنم بسر هذا العالم الصغير ، ثم بينا هي تتساقط من الأفواه تساقط الدموع من الأجفان ، وتدع القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوح عليها اللسان ، وتمثل للمذنب حقيقة الانسانية حتى يظن أنه صنف آخر من الانسان ، إذا هي بعد ذلك اطباق السحاب وقد انهارت قواعده ، والتمعت ناره وقصفت في الجو رواعده ، وإذا هي السماء وقد اخذت على الأرض ذنبها واستأذنت في صدمة الفزع ربها ، فكادت ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ، وانما هي عند ذلك زجرة واحدة ، فإذا الخلق طعام الفناء وإذا الأرض مائدة . انتهى كلام الرافعي رحمه الله تعالى هذا وان ومن عظمة القرآن في ذاته اقرار علماء الإفرنج بسمو مكانته واعترافهم برفيع منزلته ، وخشوعهم لدي سماع ترتيل آياته ، واعجابهم بما حواه من نظام الكون ودستور المدنية والعمران .
15
نام کتاب : تاريخ القرآن الكريم نویسنده : محمد طاهر الكردي جلد : 1 صفحه : 15