responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 98


فحملتهما على المعاصي والشرك ، ثم صعدت إلى السماء بما تعلمت منهما فمحكي عن اليهود ولعله من رموز الأوائل وحله لا يخفي على ذوي البصائر . وقيل : رجلان سميا ملكين باعتبار صلاحهما ، ويؤيده قراءة « الملكين » بالكسر . وقيل : ما أنزل نفي معطوف على ما كفر سليمان تكذيب لليهود في هذه القصة . * ( بِبابِلَ ) * ظرف ، أو حال من الملكين ، أو الضمير في أنزل والمشهور أنه بلد من سواد الكوفة . « هاروت وماروت » عطف بيان للملكين ، ومنع صرفهما للعلمية والعجمة ، ولو كانا من الهرت والمرت بمعنى الكسر لانصرفا .
ومن جعل ما نافية أبدلهما من الشياطين بدل البعض ، وما بينهما اعتراض . وقرئ بالرفع على هما « هاروت وماروت » . * ( وما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) * فمعناه على الأول ما يعلمان أحدا حتى ينصحاه ويقولا له إنما نحن ابتلاء من اللَّه ، فمن تعلم منا وعمل به كفر ، ومن تعلم وتوقى عمله ثبت على الإيمان ، فلا تكفر باعتقاد جوازه والعمل به . وفيه دليل على أن تعلم السحر وما لا يجوز اتباعه غير محظور ، وإنما المنع من اتباعه والعمل به . وعلى الثاني ما يعلمانه حتى يقولا إنما نحن مفتونان فلا تكن مثلنا .
* ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ) * الضمير لما دل عليه من أحد . * ( ما يُفَرِّقُونَ بِه بَيْنَ الْمَرْءِ وزَوْجِه ) * أي من السحر ما يكون سبب تفريقهما . * ( وما هُمْ بِضارِّينَ بِه مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه ) * لأنه وغيره من الأسباب غير مؤثرة بالذات ، بل بأمره تعالى وجعله . قرئ « بضاري » على الإضافة إلى أحد ، وجعل الجار جزء منه والفصل بالظرف .
* ( وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ ) * لأنهم يقصدون به العمل ، أو لأن العلم يجر إلى العمل غالبا * ( ولا يَنْفَعُهُمْ ) * إذ مجرد العلم به غير مقصود ولا نافع في الدارين . وفيه أن التحرز عنه أولى * ( ولَقَدْ عَلِمُوا ) * أي اليهود . * ( لَمَنِ اشْتَراه ) * أي استبدل ما تتلوا الشياطين بكتاب اللَّه تعالى ، والأظهر أن اللام لام الابتداء علقت علموا عن العمل * ( ما لَه فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) * نصيب * ( ولَبِئْسَ ما شَرَوْا بِه أَنْفُسَهُمْ ) * يحتمل المعنيين على ما مر . * ( لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ) * يتفكرون فيه ، أو يعلمون قبحه على التعيين ، أو حقية ما يتبعه من العذاب ، والمثبت لهم أولا على التوكيد القسمي العقل الغريزي أو العلم الإجمالي يقبح الفعل ، أو ترتب العقاب من غير تحقيق وقيل : معناه لو كانوا يعملون بعلمهم ، فإن من لم يعمل بما علم فهو كمن لم يعلم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 103 ] < / صفحة فارغة > ولَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّه خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ( 103 ) * ( وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا ) * بالرسول والكتاب . * ( واتَّقَوْا ) * بترك المعاصي ، كنبذ كتاب اللَّه واتباع السحر * ( لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّه خَيْرٌ ) * جواب لو ، وأصله لأثيبوا مثوبة من عند اللَّه خيرا مما شروا به أنفسهم ، فحذف الفعل وركب الباقي جملة اسمية لتدل على ثبات المثوبة والجزم بخيريتها ، وحذف المفضل عليه إجلالا للمفضل من أن ينسب إليه ، وتنكير المثوبة لأن المعنى لشيء من الثواب خير ، وقيل : لو للتمني ، و « لمثوبة » كلام مبتدأ .
وقرئ « لمثوبة » كمشورة ، وإنما سمي الجزاء ثوابا ومثوبة لأن المحسن يثوب إليه * ( لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ) * أن ثواب اللَّه خير مما هم فيه ، وقد علموا لكنه جهلهم لترك التدبر ، أو العمل بالعلم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 104 ] < / صفحة فارغة > يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 104 ) * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا ) * الرعي حفظ الغير لمصلحته ، وكان المسلمون يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام راعنا أي راقبنا وتأن بنا فيما تلقننا حتى نفهمه ، وسمع اليهود فافترصوه وخاطبوه به مريدين نسبته إلى الرعن ، أو سبه بالكلمة العبرانية التي كانوا يتسابون بها وهي راعينا ، فنهي المؤمنون عنها وأمروا بما يفيد تلك الفائدة ولا يقبل التلبيس ، وهو انظرنا بمعنى انظر إلينا . أو انتظرنا من نظره إذا انتظره .
وقرئ « أنظرنا » من الإنظار أي أمهلنا لنحفظ . وقرئ « راعونا » على لفظ الجمع للتوقير ، وراعنا بالتنوين أي قولا ذا رعن نسبة إلى الرعن وهو الهوج ، لما شابه قولهم راعينا وتسبب للسب . * ( واسْمَعُوا ) * وأحسنوا

98

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست