responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 87


ولذلك تؤكد به ، فيقال : أصفر فاقع كما يقال أسود حالك ، وفي إسناده إلى اللون وهو صفة صفراء لملابسته بها فضل تأكيد كأنه قيل صفراء شديدة الصفرة صفرتها ، وعن الحسن سوداء شديدة السواد ، وبه فسر قوله تعالى : ( جملات صُفْرٌ ) * . قال الأعشى :
تلك خيلي منه وتلك ركابي * هن صفر أولادها كالزّبيب ولعله عبر بالصفرة عن السواد لأنها من مقدماته ، أو لأن سواد الإبل تعلوه صفرة وفيه نظر ، لأن الصفرة بهذا المعنى لا تؤكد بالفقوع * ( تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ) * أي تعجبهم ، والسرور أصله لذة في القلب عند حصول نفع ، أو توقعه من السر .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 70 ] < / صفحة فارغة > قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَه عَلَيْنا وإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّه لَمُهْتَدُونَ ( 70 ) * ( قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ ) * تكرير للسؤال الأول واستكشاف زائد . وقوله : * ( إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَه عَلَيْنا ) * اعتذار عنه ، أي إن البقر الموصوف بالتعوين والصفرة كثير فاشتبه علينا ، وقرئ « إن الباقر » وهو اسم لجماعة البقر والأباقر والبواقر ، ويتشابه وتتشابه بالياء والتاء ، وتشابه ويشابه وتشّابه بطرح التاء وإدغامها في الشين على التذكير والتأنيث ، وتشابهت وتشّابهت مخففا ومشددا ، وتشبّه بمعنى تتشبّه وتشبّه بالتذكير ومتشابه ومتشابهة ومتشبّه ومتشبّهة . * ( وإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّه لَمُهْتَدُونَ ) * إلى المراد ذبحها ، أو إلى القاتل ، وفي الحديث « لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد » . واحتج به أصحابنا على أن الحوادث بإرادة اللَّه سبحانه وتعالى ، وأن الأمر قد ينفك عن الإرادة وإلا لم يكن للشرط بعد الأمر معنى . والمعتزلة والكرامية على حدوث الإرادة ، وأجيب بأن التعليق باعتبار التعلق .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 71 ] < / صفحة فارغة > قالَ إِنَّه يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ولا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وما كادُوا يَفْعَلُونَ ( 71 ) * ( قالَ إِنَّه يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ولا تَسْقِي الْحَرْثَ ) * أي لم تذلل لكراب الأرض وسقي الحرث ، و * ( لا ذَلُولٌ ) * صفة لبقرة بمعنى غير ذلول ، ولا الثانية مزيدة لتأكيد الأولى والفعلان صفتا ذلول كأنه قيل : لا ذلول مثيرة وساقية ، وقرئ « لا ذلول » بالفتح أي حيث هي ، كقولك مررت برجل لا بخيل ولا جبان ، أي حيث هو ، وتسقي من أسقى . * ( مُسَلَّمَةٌ ) * سلمها اللَّه تعالى من العيوب ، أو أهلها من العمل ، أو أخلص لونها ، من سلم له كذا إذا خلص له * ( لا شِيَةَ فِيها ) * لا لون فيها يخالف لون جلدها ، وهي في الأصل مصدر ، وشاه وشيا وشية إذا خلط بلونه لونا آخر . * ( قالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ) * أي بحقيقة وصف البقرة وحققتها لنا ، وقرئ « آلأن » بالمد على الاستفهام ، و « لان » بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام . * ( فَذَبَحُوها ) * فيه اختصار ، والتقدير : فحصلوا البقرة المنعوتة فذبحوها . * ( وما كادُوا يَفْعَلُونَ ) * لتطويلهم وكثرة مراجعاتهم ، أو لخوف الفضيحة في ظهور القاتل ، أو لغلاء ثمنها . إذ روي : أن شيخا صالحا منهم كان له عجلة ، فأتى بها الغيضة وقال : اللهم إني استودعتكها لابني حتى يكبر ، فشبت وكانت وحيدة بتلك الصفات ، فساوموها من اليتيم وأمه حتى اشتروها بملء مسكها ذهبا ، وكانت البقرة إذ ذاك بثلاثة دنانير . وكاد من أفعال المقاربة وضع لدنو الخبر حصولا ، فإذا دخل عليه النفي قيل معناه الإثبات مطلقا . وقيل ماضيا ، والصحيح أنه كسائر الأفعال ولا ينافي قوله : * ( وما كادُوا يَفْعَلُونَ ) * قوله * ( فَذَبَحُوها ) * لاختلاف وقتيهما ، إذ المعنى أنهم ما قاربوا أن يفعلوا حتى انتهت سؤالاتهم ، وانقطعت تعللاتهم ، ففعلوا كالمضطر الملجأ إلى الفعل .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 72 إلى 73 ] < / صفحة فارغة > وإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها واللَّه مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ( 72 ) فَقُلْنا اضْرِبُوه بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّه

87

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست