responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 27


< فهرس الموضوعات > بيان تحقيق القول في * ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > بيان مباحث * ( الْحَمْدُ لِلَّه ) * < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > بيان مباحث ( أل ) الجنسية < / فهرس الموضوعات > الصلاة ، ولا ينعقد به صريح اليمين ، وقد جاء لضرورة الشعر :
ألا لا بارك اللَّه في سهيل * إذا ما اللَّه بارك في الرّجال و * ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * اسمان بنيا للمبالغة من رحم ، كالغضبان من غضب ، والعليم من علم ، والرحمة في اللغة : رقة القلب ، وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان ، ومنه الرّحم لانعطافها على ما فيها . وأسماء اللَّه تعالى إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادي التي تكون انفعالات . و * ( الرَّحْمنِ ) * أبلغ من * ( الرَّحِيمِ ) * ، لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى كما في قطَّع وقطع وكبّار وكبار ، وذلك إنما يؤخذ تارة باعتبار الكمية ، وأخرى باعتبار الكيفية ، فعلى الأول قيل : يا رحمن الدنيا لأنه يعم المؤمن والكافر ، ورحيم الآخرة لأنه يخص المؤمن ، وعلى الثاني قيل : يا رحمن الدنيا والآخرة ، ورحيم الدنيا ، لأن النعم الأخروية كلها جسام ، وأما النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة ، وإنما قدم والقياس يقتضي الترقي من الأدنى إلى الأعلى ، لتقدم رحمة الدنيا ، ولأنه صار كالعلم من حيث إنه لا يوصف به غيره لأن معناه المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها ، وذلك لا يصدق على غيره لأن من عداه فهو مستعيض بلطفه وإنعامه يريد به جزيل ثواب أو جميل ثناء أو مزيج رقة الجنسية أو حب المال عن القلب ، ثم إنه كالواسطة في ذلك لأن ذات النعم ووجودها ، والقدرة على إيصالها ، والداعية الباعثة عليه ، والتمكن من الانتفاع بها ، والقوى التي بها يحصل الانتفاع ، إلى غير ذلك من خلقه لا يقدر عليها أحد غيره . أو لأن الرحمن لما دل على جلائل النعم وأصولها ذكر الرحيم ليتناول ما خرج منها ، فيكون كالتتمة والرديف له . أو للمحافظة على رؤوس الآي .
والأظهر أنه غير مصروف وإن حظر اختصاصه باللَّه تعالى أن يكون له مؤنث على فعلى أو فعلانة إلحاقا له بما هو الغالب في بابه . وإنما خص التسمية بهذه الأسماء ليعلم العارف أن المستحق لأن يستعان به في مجامع الأمور ، هو المعبود الحقيقي الذي هو مولى النعم كلها عاجلها وآجلها ، جليلها وحقيرها ، فيتوجه بشراشره إلى جناب القدس ، ويتمسك بحبل التوفيق ، ويشغل سره بذكره والاستعداد به عن غيره .
< صفحة فارغة > [ سورة الفاتحة ( 1 ) : آية 2 ] < / صفحة فارغة > الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ( 2 ) * ( الْحَمْدُ لِلَّه ) * الحمد : هو الثناء على الجميل الاختياري من نعمة أو غيرها ، والمدح : هو الثناء على الجميل مطلقا . تقول حمدت زيدا على علمه وكرمه ، ولا تقول حمدته على حسنه ، بل مدحته . وقيل هما أخوان . والشكر : مقابلة النعمة قولا وعملا واعتقادا قال :
أفادتكم النعماء مني ثلاثة * يدي ولساني والضّمير المحجّبا فهو أعم منهما من وجه ، وأخص من آخر ولما كان الحمد من شعب الشكر أشيع للنعمة ، وأدل على مكانها لخفاء الاعتقاد ، وما في آداب الجوارح من الاحتمال جعل رأس الشكر والعمدة فيه فقال عليه الصلاة والسلام : « الحمد رأس الشكر ، وما شكر اللَّه من لم يحمده » .
والذم نقيض الحمد والكفران نقيض الشكر . ورفعه بالابتداء وخبره للَّه وأصله النصب وقد قرئ به ، وإنما عدل عنه إلى الرفع ليدل على عموم الحمد وثباته له دون تجدده وحدوثه . وهو من المصادر التي تنصب بأفعال مضمرة لا تكاد تستعمل معها ، والتعريف فيه للجنس ومعناه : الإشارة إلى ما يعرف كل أحد أن الحمد ما هو ؟ أو للاستغراق ، إذ الحمد في الحقيقة كله له ، إذ ما من خير إلا وهو موليه بوسط أو بغير وسط كما قال تعالى : * ( وما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّه ) * وفيه إشعار بأنه تعالى حي قادر مريد عالم . إذ الحمد لا يستحقه إلا من كان هذا شأنه . وقرئ الحمد للَّه باتباع الدال اللام وبالعكس تنزيلا لهما من حيث إنهما يستعملان معا منزلة كلمة واحدة .

27

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست