responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 109


< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 137 ] < / صفحة فارغة > * ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِه فَقَدِ اهْتَدَوْا وإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 137 ) * ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِه فَقَدِ اهْتَدَوْا ) * من باب التعجيز والتبكيت ، كقوله تعالى : فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه ) * إذ لا مثل لما آمن به المسلمون ، ولا دين كدين الإسلام . وقيل : الباء للآلة دون التعدية ، والمعنى إن تحروا الإيمان بطريق يهدي إلى الحق مثل طريقكم ، فإن وحدة المقصد لا تأبى تعدد الطرق ، أو مزيدة للتأكيد كقوله تعالى : جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها ) * . والمعنى فإن آمنوا باللَّه إيمانا مثل إيمانكم به ، أو المثل مقحم كما في قوله : وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِه ) * أي عليه ، ويشهد له قراءة من قرأ بما آمنتم به أو بالذي آمنتم به * ( وإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) * أي إن أعرضوا عن الإيمان ، أو عما تقولون لهم فما هم إلا في شقاق الحق ، وهو المناوأة والمخالفة ، فإن كل واحد من المتخالفين في شق غير شق الآخر * ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه ) * تسلية وتسكين للمؤمنين ، ووعد لهم بالحفظ والنصرة على من ناوأهم * ( وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) * إما من تمام الوعد ، بمعنى أنه يسمع أقوالكم ويعلم إخلاصكم وهو مجازيكم لا محالة ، أو وعيد للمعرضين ، بمعنى أنه يسمع ما يبدون ويعلم ما يخفون وهو معاقبهم عليه .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 138 ] < / صفحة فارغة > صِبْغَةَ اللَّه ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّه صِبْغَةً ونَحْنُ لَه عابِدُونَ ( 138 ) * ( صِبْغَةَ اللَّه ) * أي صبغنا اللَّه صبغته ، وهي فطرة اللَّه تعالى التي فطر الناس عليها ، فإنها حلية الإنسان كما أن الصبغة حلية المصبوغ ، أو هدانا اللَّه هدايته وأرشدنا حجته ، أو طهر قلوبنا بالإيمان تطهيره ، وسماه صبغة لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ ، وتداخل في قلوبهم تداخل الصبغ الثوب ، أو للمشاكلة ، فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون : هو تطهير لهم وبه تتحقق نصرانيتهم ، ونصبها على أنه مصدر مؤكد لقوله * ( آمَنَّا ) * ، وقيل على الإغراء ، وقيل على البدل من ملة إبراهيم عليه السلام .
* ( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّه صِبْغَةً ) * لا صبغة أحسن من صبغته * ( ونَحْنُ لَه عابِدُونَ ) * تعريض بهم ، أي لا نشرك به كشرككم . وهو عطف على آمنا ، وذلك يقتضي دخول قوله * ( صِبْغَةَ اللَّه ) * في مفعول * ( قُولُوا ) * ولمن ينصبها على الإغراء ، أو البدل أن يضمر قولوا معطوفا على الزموا ، أو اتبعوا ملة إبراهيم و * ( قُولُوا آمَنَّا ) * بدل اتبعوا ، حتى لا يلزم فك النظم وسوء الترتيب .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 139 ] < / صفحة فارغة > قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّه وهُوَ رَبُّنا ورَبُّكُمْ ولَنا أَعْمالُنا ولَكُمْ أَعْمالُكُمْ ونَحْنُ لَه مُخْلِصُونَ ( 139 ) * ( قُلْ أَتُحَاجُّونَنا ) * أتجادلوننا . * ( فِي اللَّه ) * في شأنه واصطفائه نبيا من العرب دونكم ، روي أن أهل الكتاب قالوا : الأنبياء كلهم منا ، لو كنت نبيا لكنت منا . فنزلت : * ( وهُوَ رَبُّنا ورَبُّكُمْ ) * لا اختصاص له بقوم دون قوم ، يصيب برحمته من يشاء من عباده . * ( ولَنا أَعْمالُنا ولَكُمْ أَعْمالُكُمْ ) * فلا يبعد أن يكرمنا بأعمالنا ، كأنه ألزمهم على كل مذهب ينتحلونه إفحاما وتبكيتا ، فإن كرامة النبوة إما تفضل من اللَّه على من يشاء والكل فيه سواء ، وإما إفاضة حق على المستعدين لها بالمواظبة على الطاعة والتحلي بالإخلاص . وكما أن لكم أعمالا ربما يعتبرها اللَّه في إعطائها ، فلنا أيضا أعمال . * ( ونَحْنُ لَه مُخْلِصُونَ ) * موحدون نخصه بالإيمان والطاعة دونكم .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 140 ] < / صفحة فارغة > أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَه مِنَ اللَّه ومَا اللَّه بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 140 )

109

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست