responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 31


لا تحصى كما قال : * ( وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّه لا تُحْصُوها ) * تنحصر في جنسين : دنيوي وأخروي .
والأول قسمان : موهبي وكسبي والموهبي قسمان : روحاني كنفخ الروح فيه وإشراقه بالعقل وما يتبعه من القوى كالفهم والفكر والنطق ، وجسماني كتخليق البدن والقوى الحالة فيه والهيئات العارضة له من الصحة وكمال الأعضاء والكسبي تزكية النفس عن الرذائل وتحليتها بالأخلاق السنية والملكات الفاضلة ، وتزيين البدن بالهيئات المطبوعة والحلي المستحسنة وحصول الجاه والمال .
والثاني : أن يغفر له ما فرط منه ويرضى عنه ويبوئه في أعلى عليين مع الملائكة المقربين أبد الآبدين .
والمراد هو القسم الأخير وما يكون وصلة إلى نيله من الآخرة فإن ما عدا ذلك يشترك فيه المؤمن والكافر .
* ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ ) * بدل من * ( الَّذِينَ ) * على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من الغضب والضلال . أو صفة له مبينة أو مقيدة على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة ، وهي نعمة الإيمان ، وبين السلامة من الغضب والضلال وذلك إنما يصح بأحد تأويلين ، إجراء الموصول مجرى النكرة إذا لم يقصد به معهود كالمحلي في قوله :
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني وقولهم : إني لأمر على الرجل مثلك فيكرمني . أو جعل غير معرفة بالإضافة لأنه أضيف إلى ماله ضد واحد وهو المنعم عليهم ، فيتعين تعين الحركة من غير السكون .
وعن ابن كثير نصبه على الحال من الضمير المجرور والعامل أنعمت . أو بإضمار أعني . أو بالاستثناء إن فسر النعم بما يعم القبيلين ، والغضب : ثوران النفس إرادة الانتقام ، فإذا أسند إلى اللَّه تعالى أريد به المنتهى والغاية على ما مر ، وعليهم في محل الرفع لأنه نائب مناب الفاعل بخلاف الأول ، ولا مزيدة لتأكيد ما في غير من معنى النفي ، فكأنه قال : لا المغضوب عليهم ولا الضالين ، ولذلك جاز أنا زيدا غير ضارب ، كما جاز أنا زيدا لا ضارب ، وإن امتنع أنا زيدا مثل ضارب ، وقرئ « وغير الضالين » والضلال : العدول عن الطريق السوي عمدا أو خطأ ، وله عرض عريض والتفاوت ما بين أدناه وأقصاه كثير .
قيل : * ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) * اليهود لقوله تعالى فيهم : مَنْ لَعَنَه اللَّه وغَضِبَ عَلَيْه ) * . و * ( الضَّالِّينَ ) * النصارى لقوله تعالى : * ( قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وأَضَلُّوا كَثِيراً ) * . وقد روي مرفوعا ، ويتجه أن يقال : المغضوب عليهم العصاة والضالين الجاهلون باللَّه ، لأن المنعم عليه من وفق للجمع بين معرفة الحق لذاته والخير للعمل به ، وكان المقابل له من اختل إحدى قوتيه العاقلة والعاملة . والمخل بالعمل فاسق مغضوب عليه لقوله تعالى في القاتل عمدا * ( وغَضِبَ اللَّه عَلَيْه ) * . والمخل بالعقل جاهل ضال لقوله : * ( فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ ) * .
وقرئ : ولا « الضألين » بالهمزة على لغة من جد في الهرب من التقاء الساكنين .
- آمين - اسم الفعل الذي هو استجب . وعن ابن عباس قال سألت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن معناه فقال : « افعل بني على الفتح كأين لالتقاء الساكنين » ، وجاء مد ألفه وقصرها قال :
ويرحم اللَّه عبدا قال آمينا وقال :
أمين فزاد اللَّه ما بيننا بعدا وليس من القرآن وفاقا ، لكن يسن ختم السورة به لقوله عليه الصلاة والسلام « علمني جبريل آمين عند فراغي من قراءة الفاتحة وقال إنه كالختم على الكتاب » . وفي معناه قول علي رضي اللَّه عنه : آمين خاتم رب العالمين ، ختم به دعاء عبده . يقوله الإمام ويجهر به في الجهرية لما روي عن وائل بن حجر « أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا قرأ ولا الضالين قال آمين ورفع بها صوته » .

31

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست