responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 102


< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 115 ] < / صفحة فارغة > ولِلَّه الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه إِنَّ اللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ( 115 ) * ( وَلِلَّه الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ ) * يريد بهما ناحيتي الأرض ، أي له الأرض كلها لا يختص به مكان ، دون مكان ، فإن منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام ، أو الأقصى فقد جعلت لكم الأرض مسجدا . * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا ) * ففي أي مكان فعلتم التولية شطر القبلة * ( فَثَمَّ وَجْه اللَّه ) * أي جهته التي أمر بها فإن إمكان التولية لا يختص بمسجد أو مكان . أو * ( فَثَمَّ ) * ذاته : أي هو عالم مطلع بما يفعل فيه * ( إِنَّ اللَّه واسِعٌ ) * بإحاطته بالأشياء . أو برحمته يريد التوسعة على عباده * ( عَلِيمٌ ) * بمصالحهم وأعمالهم في الأماكن كلها وعن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنها أنها نزلت في صلاة المسافر على الراحلة : وقيل : في قوم عميت عليهم القبلة فصلوا إلى أنحاء مختلفة ، فلما أصبحوا تبينوا خطأهم ، وعلى هذا لو أخطأ المجتهد ثم تبين له الخطأ لم يلزمه التدارك . وقيل هي توطئة لنسخ القبلة وتنزيه للمعبود أن يكون في حيز وجهة .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 116 ] < / صفحة فارغة > وقالُوا اتَّخَذَ اللَّه وَلَداً سُبْحانَه بَلْ لَه ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ كُلٌّ لَه قانِتُونَ ( 116 ) * ( وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّه وَلَداً ) * نزلت لما قال اليهود : عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه ) * ، والنصارى : الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّه ) * ، ومشركوا العرب : الملائكة بنات اللَّه ، وعطفه على قالت اليهود ، أو منع ، أو مفهوم قوله تعالى ومن أظلم .
وقرأ ابن عامر بغير واو * ( سُبْحانَه ) * تنزيه له عن ذلك ، فإنه يقتضي التشبيه والحاجة وسرعة الفناء ، ألا ترى أن الأجرام الفلكية . مع إمكانها وفنائها . لما كانت باقية ما دام العالم ، لم تتخذ ما يكون لها كالولد اتخاذ الحيوان والنبات ، اختيارا أو طبعا . * ( بَلْ لَه ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ) * رد لما قالوه ، واستدلال على فساده ، والمعنى أنه تعالى خالق ما في السماوات والأرض ، الذي من جملته الملائكة وعزير والمسيح * ( كُلٌّ لَه قانِتُونَ ) * منقادون لا يمتنعون عن مشيئته وتكوينه ، وكل ما كان بهذه الصفة لم يجانس مكونه الواجب لذاته : فلا يكون له ولد ، لأن من حق الولد أن يجانس والده ، وإنما جاء بما الذي لغير أولي العلم ، وقال قانتون على تغليب أولي العلم تحقيرا لشأنهم ، وتنوين كل عوض عن المضاف إليه ، أي كل ما فيهما . ويجوز أن يراد كل من جعلوه ولدا له مطيعون مقرون بالعبودية ، فيكون إلزاما بعد إقامة الحجة ، والآية مشعرة على فساد ما قالوه من ثلاثة أوجه ، واحتج بها الفقهاء على أن من ملك ولده عتق عليه ، لأنه تعالى نفى الولد بإثبات الملك ، وذلك يقتضي تنافيهما .
< صفحة فارغة > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 117 ] < / صفحة فارغة > بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرْضِ وإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُونُ ( 117 ) * ( بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * مبدعهما ، ونظيره السميع في قوله :
أمن ريحانة الداعي السّميع * يؤرّقني وأصحابي هجوع أو بديع سماواته وأرضه ، من بدع فهو بديع ، وهو حجة رابعة . وتقريرها أن الوالد عنصر الولد المنفعل بانفصال مادته عنه ، واللَّه سبحانه وتعالى مبدع الأشياء كلها ، فاعل على الإطلاق ، منزه عن الانفعال ، فلا يكون والدا . والإبداع : اختراع الشيء لا عن الشيء دفعة ، وهو أليق بهذا الموضوع من الصنع الذي هو :
تركيب الصور لا بالعنصر ، والتكوين الذي يكون بتغيير وفي زمان غالبا . وقرئ بديع مجرورا على البدل من الضمير في له . وبديع منصوبا على المدح .
* ( وَإِذا قَضى أَمْراً ) * أي أراد شيئا ، وأصل القضاء إتمام الشيء قوة كقوله تعالى : وقَضى رَبُّكَ ) * ، أو فعلا كقوله تعالى : فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ) * . وأطلق على تعلق الإرادة الإلهية بوجود الشيء من حيث إنه يوجبه .
* ( فَإِنَّما يَقُولُ لَه كُنْ فَيَكُونُ ) * من كان التامة بمعنى أحدث فيحدث ، وليس المراد به حقيقة أمر وامتثال ، بل

102

نام کتاب : أنوار التنزيل وأسرار التأويل ( تفسير البيضاوي ) نویسنده : عبد الله بن محمد الشيرازي الشافعي البيضاوي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست