نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 49
بشرته فبشر نحو جبرته فجبر ، وقال سيبويه فأبشر ، قال ابن قتيبة : هو من بشرت الأديم إذا رققت وجهه ، قال ومعناه فليضمر نفسه كما روى " إن وراءنا عقبة لا يقطعها إلا الضمر من الرجال " وعلى الأول قول الشاعر : فأعنهم وأبشر بما بشروا به * وإذا هم نزلوا بضنك فأنزل وتباشير الوجه وبشره ما يبدو من سروره ، وتباشير الصبح ما يبدو من أوائله ، وتباشير النخل ما يبدو من رطبه ، ويسمى ما يعطى المبشر بشرى وبشارة . بصر : البصر يقال للجارحة الناظرة نحو قوله تعالى : ( كلمح البصر - وإذ زاغت الابصار ) وللقوة التي فيها ويقال لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر نحو قوله تعالى : ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) وقال : ( ما زاغ البصر وما طغى ) وجمع البصر أبصار ، وجمع البصيرة بصائر قال تعالى : ( فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ) ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة ويقال من الأول أبصرت ومن الثاني أبصرته وبصرت به وقلما يقال بصرت في الحاسة إذا لم تضامه رؤية القلب . وقال تعالى في الابصار : ( لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر - ربنا أبصرنا وسمعنا - ولو كانوا لا يبصرون - وأبصر فسوف يبصرون - بصرت بما لم يبصروا به ) ومنه ( أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) أي على معرفة وتحقق . وقوله : ( بل الانسان على نفسه بصيرة ) أي تبصره فتشهد له ، وعليه من جوارحه بصيرة تبصره فتشهد له ، وعليه يوم القيامة كما قال : ( تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم ) . والضرير يقال له بصير على سبيل العكس والأولى أن ذلك يقال لما له من قوة بصيرة القلب لا لما قالوه ولهذا لا يقال له مبصر وباصر وقوله عز وجل ( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ) حمله كثير من المسلمين على الجارحة ، وقيل ذلك إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام كما قال أمير المؤمنين رضي الله عنه : التوحيد أن لا تتوهمه ، وقال كل ما أدركته فهو غيره . والباصرة عبارة عن الجارحة الناظرة ، يقال رأيته لمحا باصرا أي ناظرا بتحديق ، قال عز وجل : ( فلما جاءتهم آياتنا مبصرة - وجعلنا آية النهار مبصرة ) أي مضيئة للأبصار وكذلك قوله عز وجل ( وآتينا ثمود الناقة مبصرة ) وقيل معناه صار أهله بصراء نحو قولهم رجل مخبث ومضعف أي أهله خبثاء وضعفاء ( ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس ) أي جعلناها عبرة لهم . وقوله ( وأبصر فسوف يبصرون ) أي انتظر حتى ترى ويرون ، وقوله عز وجل : ( وكانوا مستبصرين ) أي طالبين للبصيرة ويصح أن يستعار الاستبصار للابصار نحو
49
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 49