نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 430
دين باطل فاعترف به ودخل فيه كما قال : ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) . الرابع : لا اعتداد في الآخرة بما يفعل الانسان في الدنيا من الطاعة كرها فإن الله تعالى يعتبر السرائر ولا يرضى إلا الاخلاص ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " الأعمال بالنيات " وقال : " أخلص يكفك القليل من العمل " الخامس : معناه لا يحمل الانسان على أمر مكروه في الحقيقة مما يكلفهم الله بل يحملون على نعيم الأبد ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " عجب ربكم من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل " السادس : أن الدين الجزاء ، معناه أن الله ليس بمكره على الجزاء بل يفعل ما يشاء بمن يشاء كما يشاء وقوله : ( أفغير دين الله يبغون ) إلى قوله : ( طوعا وكرها ) قيل معناه أسلم من في السماوات طوعا ومن في الأرض كرها أي الحجة أكرهتهم وألجأتهم كقولك الدلالة أكرهتني على القول بهذه المسألة وليس هذا من الكره المذموم . الثاني : أسلم المؤمنون طوعا والكافرون كرها إذ لم يقدروا أن يمتنعوا عليه بما يريد بهم ويقضيه عليهم . الثالث : عن قتادة أسلم المؤمنون طوعا والكافرون كرها عند الموت حيث قال ( فلم يك ينفعهم إيمانهم ) الآية . الرابع : عنى بالكره من قوتل وألجئ إلى أن يؤمن . الخامس : عن أبي العالية ومجاهد أن كلا أقر بخلقه إياهم وإن أشركوا معه كقوله : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) . السادس : عن ابن عباس : أسلموا بأحوالهم المنبئة عنهم وإن كفر بعضهم بمقالهم وذلك هو الاسلام في الذر الأول حيث قال : ( ألست بربكم قالوا بلى ) وذلك هو دلائلهم التي فطروا عليها من العقل المقتضى لان يسلموا ، وإلى هذا أشار بقوله ( وظلالهم بالغدو والآصال ) السابع : عن بعض الصوفية أن من أسلم طوعا هو من طالع المثيب والمعاقب لا الثواب والعقاب فأسلم له ، ومن أسلم كرها هو من طالع الثواب والعقاب فأسلم رغبة ورهبة ونحو هذه الآية قوله : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) . كسب : الكسب ما يتحراه الانسان مما فيه اجتلاب نفع وتحصيل حظ ككسب المال ، وقد يستعمل فيما يظن الانسان أنه يجلب منفعة ثم استجلب به مضرة . والكسب يقال فيما أخذه لنفسه ولغيره ولهذا قد يتعدى إلى مفعولين فيقال كسبت فلانا كذا ، والاكتساب لا يقال إلا فيما استفدته لنفسك فكل اكتساب كسب وليس كل كسب اكتسابا ، وذلك نحو خبز واختبز وشوى واشتوى وطبخ واطبخ وقوله : ( أنفقوا من طيبات ما كسبتم ) روى أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : " أي الكسب أطيب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام ، عمل الرجل بيده ، وقال : إن أطيب ما يأكل
430
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 430