responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 424


ما أثبت فيه أعمال العباد . وقوله ( إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) قيل إشارة إلى اللوح المحفوظ ، وكذا قوله ( إن ذلك في كتاب - إن ذلك على الله يسير ) وقوله : ( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين - في الكتاب مسطورا - لولا كتاب من الله سبق ) يعنى به ما قدره من الحكمة وذلك إشارة إلى قوله ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) وقيل إشارة إلى قوله ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) وقوله ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) يعنى ما قدره وقضاه وذكر لنا ولم يقل علينا تنبيها أن كل ما يصيبنا نعده نعمة لنا ولا نعده نقمة علينا ، وقوله ( ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) قيل معنى ذلك وهبها الله لكم ثم حرمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها ، وقيل كتب لكم بشرط أن تدخلوها ، وقيل أوجبها عليكم ، وإنما قال لكم ولم يقل عليكم لان دخولهم إياها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل فيكون ذلك لهم لا عليهم وذلك كقولك لمن يرى تأذيا بشئ لا يعرف نفع مآله : هذا الكلام لك لا عليك ، وقوله :
( وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا ) جعل حكمهم وتقديرهم ساقطا مضمحلا وحكم الله عاليا لا دافع له ولا مانع ، وقال تعالى : ( وقال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ) أي في علمه وإيجابه وحكمه وعلى ذلك قوله ( لكل أجل كتاب ) وقوله ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله ) أي في حكمه . ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة الله نحو ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير - أم آتيناهم كتابا من قبله فأتوا بكتابكم - أوتوا الكتاب - كتاب الله - أم آتيناهم كتابا - فهم يكتبون ) فذلك إشارة إلى العلم والتحقق والاعتقاد ، وقوله ( وابتغوا ما كتب الله لكم ) إشارة في تحرى النكاح إلى لطيفة وهي أن الله جعل لنا شهوة النكاح لنتحرى طلب النسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الانسان إلى غاية قدرها ، فيجب للانسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والديانة ، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحصانة النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له وإلى هذا أشار من قال : عنى بما كتب الله لكم الولد ويعبر عن الايجاد بالكتابة وعن الإزالة والافناء بالمحو .
قال : ( لكل أجل كتاب - يمحو الله ما يشاء ويثبت ) نبه أن لكل وقت إيجادا وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته ، ودل قوله ( لكل أجل كتاب ) على نحو ما دل عليه قوله ( كل يوم هو في شأن ) وقوله : ( وعنده أم الكتاب ) وقوله :

424

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست