responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 399


مال اليتيم - ولا تقربوا الزنا - فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ) . وقوله ( ولا تقربوهن ) كناية عن الجماع كقوله ( لا يقربوا المسجد الحرام ) ، وقوله : ( فقربه إليهم ) وفى الزمان نحو ( اقترب للناس حسابهم ) وقوله ( وإن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون ) وفى النسبة نحو : ( وإذا حضر القسمة أولوا القربى ) ، وقال : ( الوالدان والأقربون ) وقال : ( ولو كان ذا قربى - ولذي القربى - والجار ذي القربى - يتيما ذا مقربة ) وفى الحظوة ( والملائكة المقربون ) وقال في عيسى ( وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين - عينا يشرب بها المقربون - فأما إن كان من المقربين - قال نعم وإنكم لمن المقربين - وقربناه نجيا ) ويقال للحظوة القربة كقوله ( قربات عند الله ألا إنها قربة لهم - تقربكم عندنا زلفى ) وفى الرعاية نحو ( إن رحمة الله قريب من المحسنين ) وقوله ( فإني قريب أجيب دعوة الداع ) وفى القدرة نحو ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقوله ( ونحن أقرب إليه منكم ) يحتمل أن يكون من حيث القدرة ، والقربان ما يتقرب به إلى الله وصار في التعارف اسما للنسيكة التي هي الذبيحة وجمعه قرابين ، قال : ( إذ قربا قربانا - حتى يأتيا بقربان ) وقوله : ( قربانا آلهة ) فمن قولهم قربان الملك لمن يتقرب بخدمته إلى الملك ، ويستعمل ذلك للواحد والجمع ولكونه في هذا الموضع جمعا قال آلهة ، والتقرب التحدي بما يقتضى حظوة وقرب الله تعالى من العبد هو بالافضال عليه والفيض لا بالمكان ولهذا روى أن موسى عليه السلام قال إلهي أقريب أنت فأناجيك ؟ أم بعيد فأناديك ؟ فقال : لو قدرت لك البعد لما انتهيت إليه ، ولو قدرت لك القرب لما اقتدرت عليه . وقال : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقرب العبد من الله في الحقيقة التخصص بكثير من الصفات التي يصح أن يوصف الله تعالى بها وإن لم يكن وصف الانسان بها على الحد الذي يوصف تعالى به نحو : الحكمة والعلم والحلم والرحمة والغنى وذلك يكون بإزالة الأوساخ من الجهل والطيش والغضب والحاجات البدنية بقدر طاقة البشر وذلك قرب روحاني لا بدني ، وعلى هذا القرب نبه عليه الصلاة والسلام فيما ذكر عن الله تعالى : " من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا " وقوله عنه " ما تقرب إلى عبد بمثل أداء ما افترضت عليه وإنه ليتقرب إلى بعد ذلك بالنوافل حتى أحبه " الخبر وقوله :
( ولا تقربوا مال اليتيم ) هو أبلغ من النهى عن تناوله ، لان النهى عن قربه أبلغ من النهى عن أخذه ، وعلى هذا قوله :
( ولا تقربا هذه الشجرة ) وقوله : ( ولا تقربوهن حتى يطهرن ) كناية عن الجماع ( ولا تقربوا الزنا ) والقراب المقاربة ، قال الشاعر :

399

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست