نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 395
تعالى فمعناه معنى القدير ، وإذا استعمل في البشر فمعناه المتكلف والمكتسب للقدرة ، يقال قدرت على كذا قدرة ، قال : ( لا يقدرون على شئ مما كسبوا ) والقدر والتقدير تبيين كمية الشئ يقال قدرته وقدرته ، وقدره بالتشديد أعطاه القدرة يقال قدرني الله على كذا وقواني عليه فتقدير الله الأشياء على وجهين ، أحدهما : بإعطاء القدرة ، والثاني : بأن يجعلها على مقدار مخصوص ووجه مخصوص حسبما اقتضت الحكمة ، وذلك أن فعل الله تعالى ضربان : ضرب أوجده بالفعل ، ومعنى إيجاده بالفعل أن أبدعه كاملا دفعة لا تعتريه الزيادة والنقصان إلى أن يشاء أن يفنيه أو يبدله كالسماوات وما فيها . ومنها ما جعل أصوله موجودة بالفعل وأجزاءه بالقوة وقدره على وجه لا يتأتى منه غير ما قدره فيه كتقديره في النواة أن ينبت منها النخل دون التفاح والزيتون ، وتقدير منى الانسان أن يكون منه الانسان دون سائر الحيوانات . فتقدير الله على وجهين ، أحدهما بالحكم منه أن يكون كذا أو لا يكون كذا ، إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الامكان . وعلى ذلك قوله ( قد جعل الله لكل شئ قدرا ) . والثاني : بإعطاء القدرة عليه . وقوله ( فقدرنا فنعم القادرون ) تنبيها أن كل ما يحكم به فهو محمود في حكمه أو يكون من قوله ( قد جعل الله لكل شئ قدرا ) وقرئ ( فقدرنا ) بالتشديد وذلك منه أو من إعطاء القدرة ، وقوله ( نحن قدرنا بينكم الموت ) فإنه تنبيه أن ذلك حكمة من حيث إنه هو المقدر وتنبيه أن ذلك ليس كما زعم المجوس أن الله يخلق وإبليس يقتل ، وقوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) إلى آخرها أي ليلة قيضها لأمور مخصوصة . وقوله : ( إنا كل شئ خلقناه بقدر ) وقوله : ( والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه ) إشارة إلى ما أجرى من تكوير الليل على النهار وتكوير النهار على الليل ، وأن ليس أحد يمكنه معرفة ساعاتهما وتوفية حق العبادة منهما في وقت معلوم ، وقوله ( من نطفة خلقه فقدره ) فإشارة إلى ما أوجده فيه بالقوة فيظهر حالا فحالا إلى الوجود بالصورة ، وقوله ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) فقدر إشارة إلى ما سبق به القضاء والكتابة في اللوح المحفوظ . والمشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام : " فرغ ربكم من الخلق والأجل والرزق " ، والمقدور إشارة إلى ما يحدث عنه حالا فحالا مما قدر وهو المشار إليه بقوله ( كل يوم هو في شأن ) وعلى ذلك قوله : ( وما ننزله إلا بقدر معلوم ) قال أبو الحسن : خذه بقدر كذا وبقدر كذا ، وفلان يخاصم بقدر وقدر ، وقوله : ( على الموسع قدره وعلى المقتر قدره )
395
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 395