responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 327


لا يحب المعتدين ) فهذا هو الاعتداء على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة لأنه قال : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) أي قابلوه بحسب اعتدائه وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه . ومن العدوان المحظور ابتداء قوله : ( وتعاونوا على البر والتقوي ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) ومن العدوان الذي هو على سبيل المجازاة ويصح أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله : ( فلا عدوان إلا على الظالمين - ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا ) وقوله تعالى : ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد ) أي غير باغ لتناول لذة ولا عاد أي متجاوز سد الجوعة ، وقيل غير باغ على الامام ولا عاد في المعصية طريق المخبتين . وقد عدا طوره تجاوزه وتعدى إلى غيره ومنه التعدي في الفعل . وتعدية الفعل في النحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول . وما عدا كذا يستعمل في الاستثناء ، وقوله : ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى ) أي الجانب المتجاوز للقرب .
عذب : ماء عذب طيب بارد ، قال : ( هذا عذب فرات ) وأعذب القوم صار لهم ماء عذب والعذاب هو الايجاع الشديد وقد عذبه تعذيبا أكثر حبسه في العذاب ، قال : ( لأعذبنه عذابا شديدا - وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) أي ما كان يعذبهم عذاب الاستئصال ، وقوله :
( وما لهم ألا يعذبهم الله ) لا يعذبهم بالسيف وقال : ( وما كنا معذبين - وما نحن بمعذبين - ولهم عذاب واصب - ولهم عذاب أليم - وأن عذابي هو العذاب الأليم ) واختلف في أصله فقال بعضهم هو من قولهم عذب الرجل إذا ترك المأكل والنوم فهو عاذب وعذوب ، فالتعذيب في الأصل هو حمل الانسان أن يعذب أي يجوع ويسهر ، وقيل أصله من العذب فعذبته أي أزلت عذب حياته على بناء مرضته وقذيته ، وقيل أصل التعذيب إكثار الضرب بعذبة السوط أي طرفها ، وقد قال بعض أهل اللغة : التعذيب هو الضرب ، وقيل هو من قولهم ماء عذب إذا كان فيه قذى وكدر فيكون عذبته كقولك كدرت عيشه وزلقت حياته ، وعذبة السوط واللسان والشجر أطرافها عذر : العذر تحرى الانسان ما يمحو به ذنوبه . ويقال عذر وعذر وذلك على ثلاثة أضرب : إما أن يقول لم أفعل أو يقول فعلت لأجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا ، أو يقول فعلت ولا أعود ونحو ذلك من المقال .
وهذا الثالث هو التوبة فكل توبة عذر وليس كل عذر توبة ، واعتذرت إليه أتيت بعذر ، وعذرته قبلت عذره ، قال ( يعتذرون إليكم قل لا تعتذروا ) والمعذر من يرى أن له عذرا

327

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست