نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 308
والله يحب المطهرين ) فإنه يعنى تطهير النفس : ( ومطهرك من الذين كفروا ) أي مخرجك من جملتهم ومنزهك أن تفعل فعلهم وعلى هذا : ( ويطهركم تطهيرا - وطهرك واصطفاك - ذلكم أزكى لكم وأطهر - أطهر لقلوبكم - لا يمسه إلا المطهرون ) أي إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه وتنقي من درن الفساد . وقوله : ( إنهم أناس يتطهرون ) فإنهم قالوا ذلك على سبيل التهكم حيث قال لهم : ( هن أطهر لكم ) وقوله تعالى : ( لهم فيها أزواج مطهرة ) أي مطهرات من درن الدنيا وأنجاسها ، وقيل من الأخلاق السيئة بدلالة قوله : ( عربا أترابا ) وقوله في صفة القرآن : ( مرفوعة مطهرة ) وقوله : ( وثيابك فطهر ) قيل معناه نفسك فنقها من المعايب وقوله : ( وطهر بيتي ) ، وقوله : ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي ) فحث على تطهير الكعبة من نجاسة الأوثان . وقال بعضهم في ذلك حث على تطهير القلب لدخول السكينة فيه المذكورة في قوله : ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) والطهور قد يكون مصدرا فيما حكى سيبويه في قولهم : تطهرت طهورا وتوضأت وضوءا فهذا مصدر على فعول ومثله وقدت وقودا ، ويكون اسما غير مصدر كالفطور في كونه اسما لما يفطر به ونحو ذلك الوجور والسعوط والذرور ، ويكون صفة كالرسول ونحو ذلك من الصفات وعلى هذا ( وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) تنبيها أنه بخلاف ما ذكره في قوله : ( ويسقى من ماء صديد - وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) قال أصحاب الشافعي رضي الله عنه : الطهور بمعنى المطهر ، وذلك لا يصح من حيث اللفظ لان فعولا لا يبنى من أفعل وفعل وإنما يبنى ذلك من فعل . وقيل إن ذلك اقتضى التطهير من حيث المعنى ، وذلك أن الطاهر ضربان : ضرب لا يتعداه الطهارة كطهارة الثوب فإنه طاهر غير مطهر به ، وضرب يتعداه فيجعل غيره طاهرا به ، فوصف الله تعالى الماء بأنه طهور تنبيها على هذا المعنى . طيب : يقال طاب الشئ يطيب طيبا فهو طيب ، قال ( فانكحوا ما طاب لكم - فإن طبن لكم ) وأصل الطيب ما تستلذه الحواس وما تستلذه النفس ، والطعام الطيب في الشرع ما كان متناولا من حيث ما يجوز ، وبقدر ما يجوز ، ومن المكان الذي يجوز فإنه متى كان كذلك كان طيبا عاجلا وآجلا لا يستوخم ، وإلا فإنه وإن كان طيبا عاجلا لم يطب آجلا وعلى ذلك قوله ( كلوا من طيبات ما رزقناكم - فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا - لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم - كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) وهذا هو المراد بقوله ( والطيبات من الرزق ) وقوله : ( اليوم
308
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 308