نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 294
من الاستعانة به ومن عبادته ، لا ما يكون منه بقصده ، والضراء يقابل بالسراء والنعماء ، والضر بالنفع ، قال ( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء - ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ) ورجل ضرير كناية عن فقد بصره وضرير الوادي شاطئه الذي ضره الماء ، والضرر المضار وقد ضاررته ، قال ( ولا تضاروهن ) وقال ( ولا يضار كاتب ولا شهيد ) يجوز أن يكون مسندا إلى الفاعل كأنه قال لا يضارر ، وأن يكون مفعولا أي لا يضارر ، بأن يشغل عن صنعته ومعاشه باستدعاء شهادته ( لا تضار والدة بولدها ) فإذا قرئ بالرفع فلفظه خبر ومعناه أمر ، وإذا فتح فأمر ، قال ( ضرارا لتعتدوا ) والضرة أصلها الفعلة التي تضر وسمى المرأتان تحت رجل واحد كل واحدة منهما ضرة لاعتقادهم أنها تضر بالمرأة الأخرى ولأجل هذا النظر منهم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفي ما في صحفتها " والضراء التزويج بضرة ، ورجل مضر ذو زوجين فصاعدا ، وامرأة مضر لها ضرة . والاضرار حمل الانسان على ما يضره وهو في التعارف حمله على أمر يكرهه وذلك على ضربين : أحدهما : إضرار بسبب خارج كمن يضرب أو يهدد ، حتى يفعل منقادا ، ويؤخذ قهرا فيحمل على ذلك كما قال ( ثم أضطره إلى عذاب النار - ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ) . والثاني : بسبب داخل وذلك إما بقهر قوة له لا يناله بدفعها هلاك كمن غلب عليه شهوة خمر أو قمار ، وإما بقهر قوة يناله بدفعها الهلاك كمن اشتد به الجوع فاضطر إلى أكل ميتة وعلى هذا قوله ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد - فمن اضطر في مخمصة ) وقال ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) فهو عام في كل ذلك والضروري يقال على ثلاثة أضرب : أحدها : إما يكون على طريق القهر والقسر لا على الاختيار كالشجر إذا حركته الريح الشديدة . والثاني : ما لا يحصل وجوده إلا به نحو الغذاء الضروري للانسان في حفظ البدن . والثالث : يقال فيما لا يمكن أن يكون على خلافه نحو أن يقال الجسم الواحد لا يصح حصوله في مكانين في حالة واحدة بالضرورة . وقيل الضرة أصل الأنملة وأصل الضرع والشحمة المتدلية من الألية . ضرب : الضرب إيقاع شئ على شئ ، ولتصور اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشئ باليد والعصا والسيف ونحوها قال ( فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان - فضرب الرقاب - فقلنا
294
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 294