responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 139


( أو من كان ميتا فأحييناه ) ، وقول الشاعر :
وقد ناديت لو أسمعت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادى والرابعة : عبارة عن ارتفاع الغم وبهذا النظر قال الشاعر :
ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الاحياء وعلى هذا قوله عز وجل : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم ) أي هم متلذذون لما روى في الأخبار الكثيرة في أرواح الشهداء .
والخامسة : الحياة الأخروية الأبدية وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم قال الله تعالى : ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ، وقوله : ( يا ليتني قدمت لحياتي ) يعنى بها الحياة الأخروية الدائمة .
والسادسة : الحياة التي يوصف بها الباري فإنه إذا قيل فيه تعالى " هو حي " فمعناه لا يصح عليه الموت وليس ذلك إلا لله عز وجل . والحياة باعتبار الدنيا والآخرة ضربان الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، قال عز وجل ( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا ) وقال عز وجل : ( اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ) وقال تعالى : ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) أي الاعراض الدنيوية وقال : ( ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ) وقوله تعالى : ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) أي حياة الدنيا ، وقوله عز وجل : ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى ) كان يطلب أن يريه الحياة الأخروية المعراة عن شوائب الآفات الدنيوية .
وقوله عز وجل : ( ولكم في القصاص حياة ) أي يرتدع بالقصاص من يريد الاقدام على القتل فيكون في ذلك حياة الناس . وقال عز وجل : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) أي من نجاها من الهلاك وعلى هذا قوله مخبرا عن إبراهيم : ( ربى الذي يحيى ويميت - قال أنا أحيى وأميت ) أي أعفو فيكون إحياء .
والحيوان مقر الحياة ويقال على ضربين ، أحدهما : ماله الحاسة ، والثاني : ماله البقاء الأبدي وهو المذكور في قوله عز وجل : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) وقد نبه بقوله : ( لهي الحيوان ) أن الحيوان الحقيقي السرمدي الذي لا يفنى لا ما يبقى مدة ثم يفنى ، وقال بعض أهل اللغة : الحيوان والحياة واحد ، وقيل الحيوان ما فيه الحياة والموتان ما ليس فيه الحياة . والحيا المطر لأنه يحيى الأرض بعد موتها ، وإلى هذا أشار بقوله تعالى : ( وجعلنا من الماء كل شئ حي ) وقوله تعالى : ( إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) فقد نبه أنه سماه بذلك من حيث إنه لم تمته الذنوب كما أماتت

139

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست