نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 12
وقول الآخر : * من لم يمت عبطة هرما * والآجل ضد العاجل ، والأجل الجناية التي يخاف منها آجلا فكل أجل جناية وليس كل جناية أجلا ، يقال فعلت كذا من أجله ، قال تعالى : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل ) أي من جراء ، وقرئ من أجل ذلك بالكسر أي من جناية ذلك ، ويقال أجل في تحقيق خبر سمعته ، وبلوغ الاجل في قوله تعالى : ( إذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن ) هو المدة المضروبة بين الطلاق وبين انقضاء العدة . وقوله : ( فإذا بلغن أجلهن فلا تعضلوهن ) إشارة إلى حين انقضاء العدة ، وحينئذ ( لا جناح عليهن فيما فعلن في أنفسهن ) . أحد : أحد يستعمل على ضربين ، أحدهما في النفي فقط ، والثاني في الاثبات . فأما المختص بالنفي فلاستغراق جنس الناطقين ، ويتناول القليل والكثير على طريق الاجتماع والافتراق نحو : ما في الدار أحد أي واحد ، ولا اثنان فصاعدا ، لا مجتمعين ولا مفترقين . ولهذا المعنى لم يصح استعماله في الاثبات لان نفى المتضادين يصح ولا يصح إثباتهما ، فلو قيل في الدار واحد لكان فيه إثبات واحد منفرد مع إثبات ما فوق الواحد مجتمعين ومفترقين ، وذلك ظاهر لا محالة ، ولتناول ذلك ما فوق الواحد يصح أن يقال ما من أحد فاضلين كقوله تعالى : ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) وأما المستعمل في الاثبات فعلى ثلاثة أوجه : الأول في الواحد المضموم إلى العشرات نحو : أحد عشر وأحد وعشرين . والثاني أن يستعمل مضافا أو مضافا إليه بمعنى الأول كقوله تعالى : ( أما أحدكما فيسقى ربه خمرا ) وقولهم يوم الأحد أي يوم الأول ويوم الاثنين . والثالث أن يستعمل مطلقا وصفا وليس ذلك إلا في وصف الله تعالى بقوله : ( قل هو الله أحد ) وأصله وحد ولكن وحد يستعمل في غيره نحو قول النابغة : كأن رجلي وقد زال النهار بنا * بذي الجليل على مستأنس وحد أخذ : الاخذ حوز الشئ وتحصيله ، وذلك تارة بالتناول نحو : ( معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) وتارة بالقهر نحو قوله : ( لا تأخذه سنة ولا نوم له ) ويقال : أخذته الحمى . وقال تعالى : ( أخذ الذين ظلموا الصيحة - فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) وقال : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى ) ويعبر عن الأسير بالمأخوذ والأخيذ . والاتخاذ افتعال منه ويعدى إلى مفعولين ، ويجرى مجرى الجعل نحو قوله : ( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء - واتخذوا من دونه أولياء - فاتخذتموهم سخريا - أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) وقوله تعالى : ( ولو يؤاخذ
12
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 12