responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 530


عشر رجلا أبو بكر وعلي وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسائرهم من الأنصار أبو طلحة وغيره وقال السدي وغيره إنه لما انصرف المسلمون عن حملة المشركين عليهم صعد قوم الجبل وفر آخرون حتى أتوا المدينة فذكر الله في هذه الآية الذين فروا إلى المدينة خاصة قال القاضي جعل الفرار إلى الجبل تحيزا إلى فئة وقال عكرمة نزلت هذه الآية فيمن فر من المؤمنين فرارا كثيرا منهم رافع بن المعلى وأبو حذيفة بن عتبة ورجل آخر أنه قال ابن إسحاق فر عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان وأخوه سعد ورجلان من الأنصار زرقيان حتى بلغوا الجعلب جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص فأقاموا به ثلاثة أيام ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم لقد ذهبتم فيها عريضة أنه قال ابن زيد فلا أدري هل عفا عن هذه الطائفة خاصة أم على المؤمنين جميعا واستزل معناه طلب منهم أن يزلوا لأن ذلك هو مقتضى وسوسته وتخويفه وقوله تعالى * ( ببعض ما كسبوا ) * ظاهره عند جمهور المفسرين أنه كانت لهم ذنوب عاقبهم الله عليها بتمكين الشيطان من استزلالهم ولخلق ما اكتسبوه أيضا هم من الفرار وذهب الزجاج وغيره إلى أن المعنى أن الشيطان ذكرهم بذنوب لهم متقدمة فكرهوا الموت قبل التوبة منها والإقلاع عنها أنه قال المهدوي بما اكتسبوا من حب الغنيمة والحرص على الحياة قال القاضي أبو محمد ويحتمل لفظ الآية أن تكون الإشارة في قوله * ( ببعض ما كسبوا ) * إلى هذه العبرة أي كان للشيطان في هذا الفعل الذي اكتسبوه استزلال لهم فهو شريك في بعضه ثم أخبر تعالى بعفوه عنهم فتأوله جمهور العلماء على حط التبعة في الدنيا والآخرة وكذلك تأوله عثمان بن عفان في حديثه مع عبيد الله بن عدي بن الخيار وكذلك تأوله ابن عمر في حديثه مع الرجل العراقي وقال ابن جريج معنى الآية * ( عفا الله عنهم ) * إذ لم يعاقبهم والفرار من الزحف كبيرة من الكبائر بإجماع فيما علمت وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموبقات مع الشرك وقتل النفس وغيرها سورة آل عمران 156 نهى الله تعالى المؤمنين عن الكون مثل الكفار والمنافقين في هذا المعتقد الفاسد الذي هو أن من سافر في تجارة ونحوها ومن قاتل فقتل لو قعد في بيته لعاش ولم يمت في ذلك الوقت الذي عرض فيه نفسه للسفر أو للقتال وهذا هو معتقد المعتزلة في القول بالأجلين وهو نحو منه وقوله تعالى * ( لإخوانهم ) * هي إخوة نسب لأن قتلى أحد كانوا من الأنصار أكثرهم من الخزرج ولم يكن فيهم من المهاجرين إلا أربعة وصرح بهذه المقالة فيما ذكر السدي ومجاهد وغيرهما عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه وقيل بل قالها جميع المنافقين ودخلت * ( إذا ) * في هذه الآية وهي حرف استقبال من حيث

530

نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست