responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 527


والجراح الواقعة فيهم وقال الربيع وقتادة أيضا بعكس هذا الترتيب وقال السدي ومجاهد أيضا وغيرهما بل الغم الأول هو قتلهم وجراحهم وكل ما جرى في ذلك المأزق والغم الثاني هو إشراف أبي سفيان على النبي ومن كان معه ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يومئذ يدعو الناس حتى انتهى إلى قوم من أصحابه قد علوا صخرة في سفح الجبل فمشى نحوهم فأهوى إليه رجل بسهم ليرميه فقال أنا رسول الله ففرحوا بذلك وفرح هو صلى الله عليه وسلم إذ رأى من أصحابه الامتناع ثم أخذوا يتأسفون على ما فاتهم من الظفر وعلى من مات من أصحابهم فبينما هم كذلك إذ أشرف عليهم أبو سفيان من علو في خيل كثيرة فنسوا ما نزل بهم أولا وأهمهم أمر أبي سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس لهم أن يعلونا اللهم إن تقتل هذه العصابة لا تعبد ) ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة وأغنى هنالك عمر بن الخطاب حتى أنزلوهم واختلفت الروايات في هذه القصة من هزيمة أحد اختلافا كثيرا وذلك أن الأمر هول فكل أحد وصف ما رأى وسمع أنه قال كعب بن مالك أول من ميز رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا رأيت عينيه تزهران تحت المغفر وروي أن الخيل المستعلية إنما كانت حملة خالد بن الوليد وأن أبا سفيان إنما دنا والنبي صلى الله عليه وسلم في عرعرة الجبل ولأبي سفيان في ذلك الموقف قول كثير ولعمر معه مراجعة محفوظة اختصرتها إذ لا تخص الآية وقوله تعالى * ( لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ) * معناه من الغنيمة و * ( ما أصابكم ) * معناه من القتل والجرح وذل الانهزام وما نيل من نبيكم قال القاضي أبو محمد واللام من قوله * ( لكيلا ) * متعلقة بأثابكم المعنى لتعلموا أن ما وقع بكم إنما هو بجنايتكم فأنتم آذيتم أنفسكم وعادة البشر أن جاني الذنب يصبر للعقوبة وأكثر قلق المعاقب وحزنه إنما هو مع ظنه البراءة بنفسه وفي قوله تعالى * ( والله خبير بما تعملون ) * توعد ثم ذكر الله تعالى أمر النعاس الذي أمن به المؤمنين فغشي أهل الإخلاص وذلك أنه لما ارتحل أبو سفيان من موضع الحرب أنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بحضرة أصحابه المتحيزين في تلك الساعة إليه اذهب فانظر إلى القوم فإن جنبوا الخيل فهم ناهضون إلى مكة وإن كانوا على خيلهم فهم عامدون إلى المدينة فاتقوا الله واصبروا ووطنهم على القتال فمضى علي ثم رجع فأخبر أنهم جنبوا الخيل وقعدوا على أثقالهم عجالا فآمن الموقنون المصدقون رسول الله صلى الله عليه وسلم وألقى الله عليهم النعاس وبقي المنافقون والذين في قلوبهم مرض لا يصدقون بل كان ظنهم أن أبا سفيان يؤم المدينة ولا بد فلم يقع على أحد منهم نوم وإنما كان همهم في أحوالهم الدنيوية أنه قال أبو طلحة لقد نمت في ذلك اليوم حتى سقط سيفي من يدي مرارا وقال الزبير بن العوام لقد رفعت رأسي يوم أحد من النوم فجعلت أنظر إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما منهم أحد إلا وهو يميل تحت جحفته وقال ابن مسعود نعسنا يوم أحد والنعاس في الحرب أمنة من الله والنعاس في الصلاة من الشيطان وقرأ جمهور الناس أمنة بفتح الميم وقرأ ابن محيصن والنخعي أمنة بسكون الميم وهما بمعنى الأمن وفتح الميم أفصح وقوله * ( نعاسا ) * بدل وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر بغشي بالياء حملا على لفظ النعاس بإسناد الفعل إلى ضمير البدل وقرأ حمزة والكسائي تغشى بالتاء حملا على لفظ الأمنة بإسناد الفعل إلى ضمير المبدل منه والواو في قوله تعالى * ( وطائفة قد أهمتهم ) * هي واو

527

نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 527
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست