responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 503


مددا وهي تحضر حروب المسلمين إلى يوم القيامة قال القاضي وخالف الناس الشعبي في هذه المقالة وتظاهرت الروايات بأن الملائكة حضرت بدرا وقاتلت ومن ذلك قول أبي أسيد مالك بن ربيعة لو كنت معكم الآن ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى ومنه حديث الغفاري وابن عمه اللذين سمعا من الصحابة أقدم حيزوم فانكشف قناع قلب أحدهما فمات مكانه وتماسك الآخر وقال ابن عباس لم تقاتل الملائكة في يوم من الأيام إلا يوم بدر وكانوا يكونون في سائر الأيام عددا ومددا لا يضربون ومن ذلك قول أبي سفيان بن الحارث لأبي لهب ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلون ويأسرون وعلى ذلك فوالله ما لمت الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء ومن ذلك أن أبا اليسر كعب بن عمرو الأنصاري أحد بني سلمة أسر يوم بدر العباس بن عبد المطلب وكان أبو اليسر رجلا مجموعا وكان العباس رجلا طويلا جسيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لقد أعانك عليه ملك كريم ) الحديث بطوله وقد أنه قال بعض الصحابة كنت يوم بدر أتبع رجلا من المشركين لأضربه بسيفي فلما دنوت منه وقع رأسه قبل أن يصل سيفي إليه فعلمت أن ملكا قتله وقال قتادة ابن دعامة أمد الله المؤمنين يوم بدر بخمسة آلاف من الملائكة أنه قال الطبري وقال آخرون إن الله وعد المؤمنين يوم بدر أن يمدهم في حروبهم كلها إن صبروا واتقوا فلم يفعلوا ذلك إلا في يوم الأحزاب فأمدهم حين حاصروا قريظة ثم أدخل تحت هذه الترجمة عن عبد الله بن أبي أوفى أنه أنه قال حاصرنا قريظة مدة فلم يفتح علينا فرجعنا فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا بغسل يريد أن يغسل رأسه إذ جاءه جبريل عليه السلام فقال وضعتم أسلحتكم ولم تضع الملائكة أوزارها فلف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بخرقة ولم يغسله ونادى فينا فقمنا كالين متعبين حتى أتينا قريظة والنضير فيومئذ أمدنا الله بالملائكة بثلاثة آلاف وفتح لنا فتحا يسيرا فانقلبنا بنعمة من الله وفضل وقال عكرمة كان الوعد يوم بدر فلم يصبروا يوم أحد ولا اتقوا فلم يمدوا ولو مدوا لم يهزموا وقال الضحاك كان هذا الوعد والمقالة للمؤمنين يوم أحد ففر الناس وولوا مدبرين فلم يمدهم الله وإنما مدوا يوم بدر بألف من الملائكة مردفين وقال ابن زيد أنه قال المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهم ينتظرون المشركين يا رسول الله أليس يمدنا الله كما أمدنا يوم بدر فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم * ( ألن يكفيكم ) * الآية وإنما أمدهم يوم بدر بألف أنه قال ابن زيد فلم يصبروا وقوله تعالى * ( ألن يكفيكم ) * تقرير على اعتقادهم الكفاية في هذا العدد من الملائكة ومن حيث كان الأمر بينا في نفسه أن الملائكة كافية بادر المتكلم إلى الجواب ليبني ما يستأنف ممن قوله عليه فقال * ( بلي ) * وهي جواب المقررين وهذا يحسن في الأمور البينة التي لا محيد في جوابها ونحوه قوله تعالى " قل أي شيء أكبر شهادة قل الله " الأنعام 19 وفي مصحف أبي بن كعب ألا يكفيكم وقد مضى القول في قوله * ( ويمدهم في طغيانهم ) * البقرة 15 وقرأ الحسن بن أبي الحسن بثلاثة آلاف يقف على الهاء وكذلك بخمسة آلاف ووجه هذه القراءة ضعيف لأن المضاف والمضاف إليه يقتضيان الاتصال إذ هما كالاسم الواحد وإنما الثاني كمال للأول والهاء إنما هي أمارة وقف فيقلق الوقف في موضع إنما هو للاتصال لكن قد جاء نحو هذا

503

نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست