responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 458


عليه كما غلط عليه في بارئكم وقد حكى عنه سيبويه وهو ضابط لمثل هذا أنه يكسر كسرا خفيفا والقنطار في هذه الآية مثال للمال الكثير يدخل فيه أكثر من القنطار وأقل وأما الدينار فيحتمل أن يكون كذلك مثالا لما قل ويحتمل أن يريد طبقة لا تخون إلا في دينار فما زاد ولم يعن لذكر الخائنين في أقل إذا هم طغام حثالة وقرأ جمهور الناس دمت بضم الدال وقرأ ابن وثاب والأعمش وأبو عبد الرحمن السلمي وابن أبي ليلى والفياض بن غزوان وغيرهم دمت ودمتم بكسر الدال في جميع القرآن أنه قال أبو إسحاق من قولهم دمت تدام نمت تنام وهي لغة ودام معناه ثبت على حال ما والتدويم على الشيء الاستدارة حول الشيء ومنه قول ذي الرمة ( والشمس حيرى لها في الجو تدويم * ) البسيط والدوام الدوار يأخذ في رأس الإنسان فيرى الأشياء تدور له وتدويم الطائر في السماء هو ثبوته إذا صف واستدار والماء الدائم وغيره هو الذي كأنه يستدير حول مركزه وقوله * ( قائما ) * يحتمل معنيين أنه قال الزجاج وقتادة ومجاهد معناه قائما على اقتضاء دينك قال الفقيه الإمام أبو محمد يريدون بأنواع الاقتضاء من الحفز والمرافعة إلى الحكام فعلى هذا التأويل لا تراعى هيئة هذا الدائم بل اللفظة من قيام المرء على أشغاله أي اجتهاده فيها وقال السدي وغيره * ( قائما ) * في هذه الآية معناه قائما على رأسه على الهيئة المعروفة وتلك نهاية الحفز لأن معنى ذلك أنه في صدر شغل آخر يريد أن يستقبله وذهب إلى هذا التأويل جماعة من الفقهاء وانتزعوا من الآيات جواز السجن لأن الذي يقوم عليه غريمه فهو يمنعه من تصرفاته في غير القضاء ولا فرق بين المنع من التصرفات وبين السجن وهذه الآية وما بعدها نزلت فيما روي بسبب أن جماعة من العرب كانت لهم ديون في ذمم قوم من أهل الكتاب فلما أسلم أولئك العرب قالت لهم اليهود نحن لا نؤدي إليكم شيئا حين فارقتم دينكم الذي كنتم عليه فنزلت الآية في ذلك وروي أن بني إسرائيل كانوا يعتقدون استحلال أموال العرب لكونهم أهل أوثان فلما جاء الإسلام وأسلم من أسلم من العرب بقي اليهود فيهم على ذلك المعتقد فنزلت الآية حامية من ذلك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا كل شيء من أمر الجاهلية فهو تحت قدمي إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر ) ) سورة آل عمران 75 - 77 الإشارة ب * ( ذلك ) * إلى كونهم لا يؤدون الأمانة في دينار فما فوقه على أحد التأويلين والضمير في

458

نام کتاب : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز نویسنده : ابن عطية الأندلسي    جلد : 1  صفحه : 458
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست