نام کتاب : القرآن وإعجازه العلمي نویسنده : محمد اسماعيل إبراهيم جلد : 1 صفحه : 98
الأرض أول ما ظهرت على شواطئ المسطحات المائية حيث يتكون بجوارها الطين الذي ينشأ ، منه الزبد والحمأ المسنون والطحالب فالنبات فالحيوان فالانسان ، وأن هذا التطور في حالات الطين وأشكاله السالفة الذكر حدثت عبر ملايين السنين حتى أثمرت شجرتها الأولى ، وكان أكمل وأكرم ثمره من ثمارها في النهاية هو الانسان . والقرآن الكريم لم يبين لنا كيف تفرعت هذه الشجرة حتى كان الانسان أحد فروعها ، ولكن أشار في أكثر من آية إلى الصلة الوثيقة بين الانسان وعالم الاحياء الناشئ من الماء الممزوج بالتراب . ففي قوله تعالى : ( والله خلق كل دابة من ماء ( سورة النور آية 45 ) : وقوله سبحانه : ( وجعلنا من الماء كل شئ حي ) سورة الأنبياء آية 30 : دلالة قوية على أن الاحياء كلها - ومنها الانسان - مخلوقة من مادة واحدة هي الماء ، وللماء هو المادة اللازمة بل الأصيلة لتكوين الطين ، إذ لا وجود للطين إلا مع الماء وبالماء . يقول الله تعالى في سورة الإسراء آية - 70 : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) . وتدل هذه الآية الكريمة على أن الله كرم أولاد أبينا آدم عليه السلام بحسن القوام والقدرة على النطق والكلام وتخير الأشياء اللازمة لهم ، وأنه أعطاهم
98
نام کتاب : القرآن وإعجازه العلمي نویسنده : محمد اسماعيل إبراهيم جلد : 1 صفحه : 98