نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 27
خاصة تسلحت بما تسلح به أبو علي على من عقلية منطقية ، تؤمن بالقياس ، وتجري وراء العلّة . وحتى في عصره ، عصر الازدهار الفكري ، عصر المنطق والجدل ، عصر المناظرات التي كانت تتعدّد حلقاتها في بلاط الأمراء ، لم يلق هذا الكتاب قبولاً حسناً ولم يصادف في نفوس معاصريه التقدير اللازم لهذا الجهد المبذول فيه : ويكفينا في هذا المقام شهادة تلميذه ابن جنى في ذلك وهي شهادة على النفس ؛ لأن أبا على من ابن جنى بمثابة الروح من الجسد . يقول ابن جنى في كتاب المحتسب ما نصه : « فإن أبا على رحمه الله عمل كتاب الحجة في القراءات فيتجاوز فيه قدر حاجة القراء إلى ما يجفو عنه كثير من العلماء » . ويقول في موضع آخر عند تعرضه لقوله تعالى في سورة الأنعام : « تماماً على الذي أحسن » . « وقد كان شيخنا أبو علي عمل كتاب الحجة ، في قراءة السبعة ، فأغمضه وأطاله حتى منع كثيراً ممن يدّعى العربية . فضلاً عن القرّاء ، وأجفاهم عنه » . وأما كتاب الحجة لابن خالويه ، فإن ابن خالويه في حجته نهج نهجاً آخر ، نهجاً يقوم على الرواية والسماع فليست اللغة في نظره تؤخذ من المنطق ، أو تقوم على الأقيسة كما كان يفعل أبو على في الحجّة . ولعل السرّ في تأليف الحجة لابن خالويه أنه أحسّ في مرارة أن كتاب أبي علي ، لا ينتفع به الخاصة فضلاً العامّة فحفزه ذلك إلى تأليف كتابه في أسلوب سهل ممتع وفي عرض يشرق عليك بهاؤه ، ويستولي على نفسك جماله ، وقد جعل الاختصار رائده ليتحقق الهدف الأكبر من تأليفه ، وهو انتفاع الناس به أو كما يقول : « قاصد قصد الإبانة ، في اختصار من غير إطالة ولا إكثار . . جامعاً ذلك بلفظ بيّن جزل ومقال واضح سهل ليقرب على مريده ، وليسهل على مستفيده .
27
نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 27