نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 25
أشار إليها ( بروكلمان ) في كتابه : تاريخ الأدب العربي وقد حاولت العثور على نسخة أخرى لأقابلها بها حتى يتيسّر التحقيق ، وينكشف الغموض ، ولكن لم يتيسّر لي النسخة هي عمدتي في التحقيق ، وقد يسرت لي مصاعبها واستقام نصّها ، بفضل الله وعونه ، وإلهامه وتوفيقه . هذا ، وانفراد الحجة بنسخة واحدة في مكتبات العالم لا يغض من قدره ، ولا ينزل من مكانته ، فتراثنا العربي ذهب معظمه بسبب الأحداث الجسام ، والفتن التي حلت بالعالم الإسلامي والعربي في العصور المختلفة . ولا أدل على ذلك من هذه العبارة التي ذيلت بها الصفحة الأخيرة من الحجة ، وهي : « قوبل وصحح بأصله المكتوب منه » ولكن أين ذهب هذا الأصل ؟ . أقول : ذهب هذا الأصل ، لأن ظاهرة ضياع الكتب وفقدها ليست غريبة على تراثنا العربي ، فهذا هو أبو علي الفارسي ذكر « أن بعض إخوانه سأله بفارس إملاء شيء من ذلك فأملى عليه صدراً كبيراً ، وتقصيّ القول فيه ، وأنه هلك في جملة ما فقده ، وأصيب من كتبه . قال عثمان بن جنى : وإن وجدت نسخة ، وأمكن الوقت عملت بإذن الله كتاباً أذكر فيه جميع المعتلات في كلام العرب ولم يكتف ابن جنى بما حدّث عن شيخه عن ضياع كتابه الذي أملاه بفارس ، بل بين في وضوح أكثر « أنه وقع حريق بمدينة ( السلام ) فذهب به جميع علم البصريين قال : وكنت قد كتبت ذلك كله بخطى ، وقرأته على أصحابنا فلم أجد من الصندوق الذي احترق شيئاً البتة إلاّ نصف كتاب الطلاق عن محمد بن الحسن » . إذن ، فظاهرة ضياع الكتب ظاهرة سائدة حتى في عصر المؤلفين أنفسهم ، وقد بلى بهذه الظاهرة المجتمع الإسلامي منذ أن أصبحت الدولة دويلات ، وزاد خطرها أكثر حينما زحف التتار على بغداد ، فالتهم تراث الأجداد . ومالي أذهب بعيداً ، وهذا السيوطي جمّاعة الكتب الذي لا يخلو مؤلف من مؤلفاته من ذكرها والتعريف بها يقول في كتاب ( ليس ) لابن خالويه : « إنه كتاب حافل في ثلاث مجلدات ضخمات ، وقد طالعته قديماً ، وانتقيت منه فوائد ، وليس هو
25
نام کتاب : الحجة في القراءات السبع نویسنده : ابن خالويه جلد : 1 صفحه : 25