نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 936
الصفة الثالثة : * ( حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ) * أي حريص على هدايتكم وإيصال الخيرات إليكم في الدنيا والآخرة ، أو حريص على إيمانكم وهداكم . الصفة الرابعة والخامسة : * ( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) * أي شديد الرأفة والرحمة بالمؤمنين ، قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما : سماه اللَّه تعالى باسمين من أسمائه . والرؤوف : المبالغ في الشفقة ، والرأفة أرق وأخص من الرحمة . فإن أعرضوا يا محمد بعد هذه الحال المتقررة التي منّ اللَّه تعالى عليهم بها ، فقل : * ( حَسْبِيَ اللَّه ) * أي اللهم كاف في النصر على الأعداء . وأنا مفوض أمري إلى اللَّه ، ومتوكل عليه ، وجادّ في قتال الأعداء واللَّه هو رب العرش العظيم ، ومالك المخلوقات كلها في السماوات والأرض وما بينهما ، وخص العرش بالذكر ، لأنه أعظم المخلوقات ، فيدخل فيه ما دونه إذا ذكر ، إذ عليه تدبير أمور الخلق ، كما قال اللَّه تعالى : * ( ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ [ يونس : 10 / 3 ] . روى أبو داود عن أبي الدرداء قال : « من قال إذا أصبح وإذا أمسى : حسبي اللَّه ، لا إله إلا هو عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ، سبع مرات ، كفاه اللَّه ما أهمه ، صادقا كان بها أو كاذبا » . قال الطبري في كتابه : كان عمر لا يثبت آية في المصحف إلا أن يشهد عليها رجلان ، فلما جاء خزيمة بن ثابت بهاتين الآيتين قال : « واللَّه لا أسأل عليهما بينة أبدا ، فإنه هكذا كان صلَّى اللَّه عليه وسلم » . والمراد صفة النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم التي تضمنتها الآية . ومن المعلوم أن خزيمة بن ثابت هو المعروف بذي الشهادتين ، وعرف بذلك لأن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أمضى شهادته وحده في ابتياع فرس ، وحكم بها لنفسه صلَّى اللَّه عليه وسلم . وهذه خصوصية لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خص بها خزيمة . وذكر النقاش عن أبي بن كعب أنه قال : أقرب القرآن عهدا بالله تعالى هاتان الآيتان : * ( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ) * إلى آخر السورة . < / لغة النص = عربي >
936
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 936