responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 924


وسبب المنع اليأس من إيمانهم وتبين أنهم من أصحاب الجحيم ، أي ظهر لهم بالدليل أنهم من أصحاب النار ؟ ! بأن ماتوا على الكفر ، وفي هذا لا تفرقة بين الأقارب والأباعد ، فكيف يصح لهم طلب المغفرة لأناس من بعد الموت على الكفر ، والمعرفة بأنهم من سكان النار ، والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه . وكذلك لا تجوز الصلاة على المشركين ولا تنفعهم بعد الموت على الشرك .
أما موضوع استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه المشرك آزر ، فكان بسبب صدور وعد سابق به قبل المنع منه ، فلما تبين لإبراهيم أن أباه عدو لله ، بسبب موته على الكفر ، تبرأ منه وتركه وقطع استغفاره له ، إن إبراهيم لأوّاه ، أي لكثير التأوه والتحسر والتفجع ، أو كثير التضرع والدعاء ، حليم ، أي صبور على الأذى ، محتمل للضرر ، عظيم العقل .
ثم رفع اللَّه المؤاخذة عن الذين استغفروا للمشركين قبل نزول آية المنع هذه ، وبيّن أنه تعالى لا يؤاخذهم بعمل ، إلا بعد أن يبين لهم أنه يجب عليهم أن يتقوه ويحترزوا عنه ، فقال : * ( وما كانَ اللَّه لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ . . ) * أي ما كان من سنة اللَّه في خلقه ولا في رحمته وحكمته أن يصف قوما بالضلال ، أو يؤاخذهم مؤاخذة الضالين ، بعد أن هداهم للإيمان أو الإسلام ، حتى يبين لهم ما يجب عليهم اتقاؤه من الأقوال والأفعال ، وما كان اللَّه بعد أن هدى للإسلام وأنقذ من النار ، ليحبط ذلك ويضل أهله لارتكابهم ذنبا لم يتقدم منه نهي عنه ، فأما إذا بيّن لهم ما يتقون من الأمور ، ويتجنبون من الأشياء ، فحينئذ من ارتكب ذنبا بعد النهي عنه ، استوجب العقوبة . إن اللَّه تعالى عليم بكل شيء وبأحوال الناس وحاجتهم إلى البيان . وفي هذا دلالة واضحة على أن لا مؤاخذة ولا عقاب إلا بعد إنذار وبيان .
وبعد أن أمر اللَّه تعالى بالبراءة من الكفار ، بيّن أن النصر لا يكون إلا من عند

924

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 924
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست