نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 90
روي أن المشركين قالوا لما نزل : * ( فَإِنِّي قَرِيبٌ ) * : كيف يكون قريبا من بيننا وبينه على قولك سبع سموات في غلظ سمك ( سقف ) كل واحدة خمس مائة عام ، وفيما بين كل سماء مثل ذلك ، فنزلت : * ( أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ ) * أي فإني قريب بالإجابة والقدرة ، أجيب إن شئت . وإذا استجاب اللَّه دعاء عبده ، فإما أن تظهر الإجابة في الدنيا ، وإما أن يكفّر عن العبد خطاياه وذنوبه ، وإما أن يدّخر له أجر في الآخرة ، أخرج الإمام مالك في موطئه عن زيد بن أسلم أنه كان يقول : « ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث : إما أن يستجاب له ، وإما أن يدخر له ، وإما أن يكفّر عنه » وهذا حديث في حكم المرفوع ، أيّده حديث جابر المرفوع إلى النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلم بالنّص السابق . والدعاء بالسوء والأذى والاعتداء ممنوع ، قال اللَّه تعالى : * ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً إِنَّه لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) * [ الأعراف : 7 / 55 . ] * ( وإذا سبق القدر بشيء فلا يجاب الدعاء ، فهذا أفضل البشر المصطفى محمد صلَّى اللَّه عليه وسلم قد « دعا أن لا يجعل بأس أمته بينهم » فلا يتنازعون ولا يتخاصمون ، ولا يتفرقون شيعا وأحزابا ، فمنع ذلك لأن القدر سبق بغير ذلك . سئل عبد اللَّه بن جابر بن عتيك في بني معاوية ، وهي قرية من قرى الأمصار : « هل تدري ما الثلاث التي دعا بهن رسول اللَّه ؟ فقال : دعا بألا يظهر عليهم عدوّا من غيرهم ، ولا يهلكهم بالسنين فأعطيهما ، ودعا بألا يجعل بأسهم بينهم ، فمنعها ، قال ابن عمر : صدقت ، ثم قال ابن عمر : فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة » والهرج : الفتنة والانقسام والاختلاط في الأمور . ومن أهم آداب الدعاء : الأدب مع اللَّه وخشوع القلب وصدق الطلب ، والاستقامة واستجابة ما دعا اللَّه إليه من الإيمان بالطاعة والعمل ، فاستجابة اللَّه للعبد مرتبطة باستجابة العبد لله فيما أمره به ، وفيما نهاه عنه . ثم ذكر تعالى ما يحلّ في ليالي الصوم وحدود الصوم نهارا ، فقال :
90
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 90