responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 872


نزلت : * ( أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ) * أي لقوله : أعينك بمالي . فهذه الآية نزلة في الجدّ بن قيس حين تخلف عن غزوة تبوك وقال لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : هذا مالي أعينك به ، فاتركني .
والمعنى : قل أيها النبي للمنافقين : مهما أنفقتم من نفقة في سبيل اللَّه ووجوه البر طائعين أو مكرهين ، لن يتقبل منكم ، لأنكم كفرتم بالله ورسوله ، وما زلتم في شك مما جاء به الرسول من الدين والجزاء على الأعمال في الآخرة ، ولأنكم قوم فاسقون ، أي عتاة متمردون خارجون عن الإيمان ، والأعمال إنما تصح بالإيمان * ( وإِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّه مِنَ الْمُتَّقِينَ ) * [ المائدة : 5 / 27 ] .
وما منع قبول نفقات المنافقين إلا مجموع هذه الأمور الثلاثة : وهي الكفر بالله ورسوله ، وعدم الإتيان بالصلاة إلا في حال الكسل ، والإنفاق على سبيل الكراهية والبغض . فالمنافقون كفروا بالله ورسوله وبما جاء به بالفعل ، والأعمال إنما تصح بالإيمان ، وهم لا يصلون أمام الناس إلا وهم كسالى ، لأنهم لا يرجون بصلاتهم ثوابا ، ولا يخشون بتركها عقابا ، فهي ثقيلة عليهم ، كما قال تعالى : وإِنَّها - أي الصلاة - * ( لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ ) * [ البقرة : 2 / 45 ] . ولا ينفقون نفقة في سبيل الجهاد وغيره إلا وهم كارهون لها ، لا تطيب بها أنفسهم ، لأنهم لا ينفقون لغرض الطاعة ، بل رعاية للمصلحة الظاهرة ، وسترا للنفاق ، ويعدون الإنفاق مغرما وخسارة بينهم .
فلا تعجبك أيها النبي وكل مشاهد أو سامع أموال المنافقين ولا أولادهم ولا سائر نعم اللَّه عليهم ، فإنما هي من أسباب المحن والآفات عليهم . والكلام بهذا الأسلوب أو اللفظ تحقير شأن المنافقين ، فإن إعطاء اللَّه لهم الأموال والأولاد بإرادته تعذيبهم بها .
أما أموالهم في الدنيا فهي سبب تعذيبهم بها حيث يتعبون في جمعها ، ويصحبها

872

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 872
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست