responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 822


واللَّه يُرِيدُ الآخِرَةَ واللَّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 67 ) لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّه سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ( 68 ) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً واتَّقُوا اللَّه إِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 69 ) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّه فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ واللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 70 ) وإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّه مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ ( 1 ) مِنْهُمْ واللَّه عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 71 ) ) * [ الأنفال : 8 / 67 - 71 ] سبب نزول هذه الآيات يظهر فيما رواه الإمام أحمد وغيره عن أنس بن مالك قال : استشار النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في الأسارى يوم بدر ، فقال : إن اللَّه قد أمكنكم منهم ، فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول اللَّه ، اضرب أعناقهم ، فأعرض عنه ، فقام أبو بكر فقال : نرى أن تعفو عنهم ، وأن تقبل منهم الفداء ، فعفا عنهم ، وقبل منهم الفداء ، فأنزل اللَّه : * ( لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّه سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ( 68 ) ) * الآيات .
هذه الآيات في رأي ابن عطية معاتبة من اللَّه عز وجل لأصحاب نبيه صلَّى اللَّه عليه وسلم .
والمعنى : ما كان ينبغي لكم أن تفعلوا هذا الفعل الذي أوجب أن يكون للنبي أسرى قبل الإثخان ( الإكثار في القتل ) والإخبار هو لهم ، ولذلك استمر الخطاب ب * ( تُرِيدُونَ ) * والنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لم يأمر باستبقاء الرجال وقت الحرب ، ولا أراد قط عرض الدنيا ، وإنما فعله جمهور مباشري الحرب . ودخل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في العتاب حين لم ينه عن ذلك ، وعذره أنه كان مشغولا بظهور النصر ، فترك النهي عن استبقاء الأسرى .
والرأي عند كثير من المفسرين : أن هذا التوبيخ إنما كان بسبب إشارة من أشار على النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأخذ الفدية ، كما ذكر في سبب النزول المتقدم .
وعلى كل حال ، فإن معنى الآيات في الظاهر : ما صح لنبي وما استقام له الأمر


( 1 ) فمكّنك منهم يوم بدر .

822

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 822
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست