responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 818


المال الضروري لكل إعداد ومعركة ، أمنت البلاد وأهلها ، ولم يقعوا في ظلم الجوار وتسلط الأعداء ، وكان للمنفقين في سبيل اللَّه والجهاد الدرجة العليا في الآخرة ، قال اللَّه تعالى : * ( وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْه اللَّه وما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) * [ البقرة : 2 / 272 ] .
والقاعدة الثالثة : إيثار السلم ، فبعد توافر الإعداد الحربي والاستعداد التام للجهاد إن مال العدو إلى طلب الصلح أو المعاهدة ، ورغب في السلم وآثره على الحرب والقتال ، فالحكم قبول الصلح حسبما يرى الإمام الحاكم من المصلحة للإسلام والمسلمين ، وإذا لم يغتصب العدو بلادنا وديارنا ، فإنه في حال الغضب وتوافر القوة لا يجوز إقرار الغاضب على ظلمه ، وإبقاء الديار في حوزته وتحت سلطانه ، وإذا تم الاتفاق على الصلح ، وجب التوكل على اللَّه والثقة به ، وتفويض الأمر إليه ، دون خوف من مكر العدو وخديعته ، فإن اللَّه يحمي المؤمنين من مكيدة العدو أو مكره وغدره في جنوحه إلى السلم ، واللَّه سميع لما يقولون ، عليم بما يفعلون . وقوله تعالى : * ( وتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه ) * أمر في ضمنه وعيد .
والقاعدة الرابعة : الاعتماد على اللَّه في كل حال : فإن أراد العدو بالصلح خديعة ليتقووا ويستعدوا ، وأظهروا السلم وأبطنوا الغدر والخيانة ، فلا تأبه أيها النبي بنياتهم الفاسدة ، واجنح إلى السلم ، فإن اللَّه كافيك ومؤيدك بالنصر والغلبة ، كما يؤيدك المؤمنون المخلصون وهم الأنصار . وهذا وعد محض من اللَّه بالتأييد ، وحسن ظن بمؤازرة المؤمنين ، فعلى المؤمنين أن يكونوا دائما أقوياء العزم والعزيمة ، ثابتي الجنان ، فإن اللَّه معهم بالنصر والمعونة إن نصروا دينه وشرعه ، ولا شك أن هذا يقوي الروح المعنوية في الصف الإسلامي والجيش المؤمن ، الذي نذر نفسه للجهاد في سبيل اللَّه والحق والعدل وإعلاء كلمة اللَّه ، وأرخص النفس والمال النفيس من أجل إعلاء بناء المجد والحفاظ على صرح الإيمان وكيان المؤمنين .

818

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 818
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست