responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 79


باغٍ [1] ولا عادٍ [2] فَلا إِثْمَ عَلَيْه إِنَّ اللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 173 ) ) * [ البقرة : 2 / 173 ] .
إن تحريم الميتة : بسبب ما فيها من الدم المحتبس الضّار ، الذي قد يكون ملوّثا بالأمراض والسّمّيات في الغالب ، والنفوس تعاف الميتة التي قد يمضي عليها ساعات أو يوم فتتلوث بالجراثيم والميكروبات وتفترسها الديدان . وحرّم اللَّه الدّم السائل المسفوح لما فيه من السّميات ولتلوثه بالأمراض وكونه مباءة الجراثيم والميكروبات .
وحرّم الإسلام تناول لحم الخنزير وشحمه لأنه حيوان قذر لا يتمثل الطعام ولا يهضمه ، ولا يأكل إلا من القاذورات والنجاسات حتى وإن ربّي في أرقى الحظائر ، وينقل الدودة الوحيدة للإنسان ، والطب ، وشرع اللَّه القديم كاليهودية ، والجديد كالإسلام ، يحرّم الخنزير وينفّر منه .
وحرّم القرآن الكريم ما ذبح لغير اللَّه وما ذكر عليه غير اسم اللَّه تعالى عند الذبح ، فقد كان المشركون يذبحون في الجاهلية للأصنام ، ويقولون عند ذبحها باسم اللات والعزى ، وبما أن الذّبح تعظيم ، وتعظيم غير اللَّه لا يجوز ، ويسيء إلى العقيدة النّقية ، فإن اللَّه حرّم كل ما ذبح لغير اللَّه حماية لمبدأ الإيمان بالله تعالى ، وإبعادا للناس من التّقرب للأصنام ونحوها . ثم راعى الشرع حالة الضرورة حفاظا على النفس البشرية فأباح أكل شيء من الميتة والدّم والخمر والمذبوح لغير اللَّه إذا لم يجد الإنسان شيئا من المباحات يأكله ، بشرط ألا يكون طالبا المحرّم لذاته ولا باغيا ، ولا متجاوزا الحدّ في سدّ جوعه ، فيأكل بقدر الضرورة فقط لأن الضرورات تبيح المحظورات ، والضرورة تقدر بقدرها .



[1] غير طالب للحرام للذّة .
[2] ولا متجاوز حدود الضرورة .

79

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست