نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 778
ويُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ [1] الشَّيْطانِ ولِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ [2] ويُثَبِّتَ بِه الأَقْدامَ ( 11 ) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ( 3 ) فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْناقِ واضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ ( 4 ) ( 12 ) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا ( 5 ) اللَّه ورَسُولَه ومَنْ يُشاقِقِ اللَّه ورَسُولَه فَإِنَّ اللَّه شَدِيدُ الْعِقابِ ( 13 ) ذلِكُمْ فَذُوقُوه وأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ ( 14 ) ) * [ الأنفال : 8 / 9 - 14 ] . سبب نزول هذه الآيات : ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهم عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال : لما كان يوم بدر نظر النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى أصحابه ، وهم ثلاث مائة ونيف ( أو وبضعة عشر رجلا ) ونظر إلى المشركين ، فإذا هم ألف وزيادة ، فاستقبل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم القبلة ، وعليه رداؤه وإزاره ، ثم قال : « اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة - الجماعة - من أهل الإسلام ، فلا تعبد في الأرض أبدا » قال : فما زال يستغيث ربه ويدعوه ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر ، فأخذ رداءه فردّاه ( أو فألقاه على منكبيه ) ثم التزمه من ورائه ، ثم قال : يا نبي اللَّه ، كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل اللَّه عز وجل : * ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) * فلما كان يومئذ ، التقوا ، فهزم اللَّه المشركين ، فقتل منهم سبعون رجلا ، وأسر منهم سبعون رجلا . والمعنى : اذكروا أيها المؤمنون حين استغاثتكم ربكم ، قائلين : « اللهم انصرنا على عدونا ، يا غياث المستغيثين أغثنا » فأجاب اللَّه دعاءكم بأني ممدكم بألف من أعيان الملائكين ، يتبع بعضهم بعضا ، ألفا بعد ألف ، حتى صاروا خمسة آلاف . وما جعل اللَّه إرسال الملائكة إلا بشرى لكم معشر المؤمنين بأنكم منصورون ،
[1] الرجز : العذاب ، والمراد به هنا وساوس الشيطان التي تمقت . [2] يشدّ ويقوي . ( 3 ) الخوف والفزع . ( 4 ) كل الأطراف . ( 5 ) خالفوا وعصوا .
778
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 778