responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 723


ومنها : أنهم إذا ظهر لهم سبيل الغي والضلال والفساد ، بادروا إليه مسرعين ، بما تزينه لهم أهواؤهم ونفوسهم الأمارة بالسوء ، وهؤلاء أسوأ ممن قبلهم . وعلة هؤلاء المتكبرين واحدة وهي تكذيبهم بآيات اللَّه المنزلة على رسله ، وغفلتهم عن انظر بما فيها ، وإعراضهم عن العمل بها ، كما قال تعالى : * ( فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّه قُلُوبَهُمْ واللَّه لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ) * [ الصف : 61 / 5 ] .
ومجمل حال هؤلاء المتكبرين : أن اللَّه لم يخلقهم مطبوعين على الكفر والضلال ، ولم يجبرهم عليه ، بل حدث ذلك باختيارهم إذ إنهم هم الذين كذبوا بالآيات المنزلة التكوينية والتشريعية ، وانغمسوا بأهوائهم وشهواتهم في بؤر الضلال والانحراف ، وحجبوا أفهامهم عن إدراك الحق والهدى وسلوك سبيل السعادة والنجاة ، فهم كما قال اللَّه تعالى :
* ( ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ والإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ولَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ولَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ( 179 ) ) * [ الأعراف : 7 / 179 ] .
ومآل أعمال هؤلاء المتكبرين الكافرين هو إحباطها وإبطالها وتلاشي آثارها ، وعدم ترتيب الثواب عليها ، كما ذكر في هذه الآيات ، فذكر اللَّه تعالى مصير عمل الكفار : وهو أن الذين كذبوا بآيات اللَّه المنزلة على رسله الكرام ، ولم يؤمنوا بها ، ولم يصدقوا بالآخرة وما فيها من جزاء على الأعمال من ثواب الخير وعقاب الشر ، واستمروا على هذه الحال إلى الموت ، هؤلاء بطلت أعمالهم وذهبت سدى ، لفقد شرط القبول ، وهو الإيمان ، ولأن من سنته تعالى جعل الجزاء في الآخرة بحسب الأعمال السالفة في الدنيا ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، وكما تدين أيها الإنسان تدان ، فقوله تعالى : * ( هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) * دليل على أن الجزاء من جنس العمل ، فمن آمن وعمل الصالحات فله الجنة ، ومن كفر وعمل السيئات فله النار .

723

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 723
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست