responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 698


الخيرات الكثيرة من السماء عليهم كالمطر ، وإخراج النباتات والمعادن والكنوز ، وإيتاؤهم مختلف العلوم والمعارف والإلهامات الرّبانية لفهم أسرار الكون واستخراج مختلف الثروات . لو آمنوا وأطاعوا ليسّر اللَّه لهم كل خير من كل جانب من فوقهم ومن تحتهم ومن ذواتهم وأفكارهم . وفي هذا دلالة على أن الإيمان الصحيح سبب للسعادة والرخاء . وفتح البركات : إنزالها على الناس . والبركات : الزيادة والنّماء .
ولكن أهل القرى والمدن كذبوا رسلهم ولم يؤمنوا ولم يتّقوا ، فعاقبهم اللَّه تعالى بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم والشّرك المفسد لنظام الحياة . وفي هذا دلالة على أن العقاب نتيجة لازمة لكسب المعاصي ، هذا في الأمم الخالية .
ثم تابع اللَّه تهديده ووعيده للكفار المعاصرين لمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فهل يأمن هؤلاء أن ينزل بهم مثل ما نزل بأولئك ؟ ! وهذه الاستفهامات على سبيل التعجب من حالهم وغفلتهم ، والإنكار عليهم ، ومضمونها : أبعد ذلك يأمن أهل القرى الكافرة في الماضي كأهل مكة وأمثالهم وفي كل زمان نزول العذاب والنّكال بهم في حال الغفلة وهو النوم ليلا . فقوله سبحانه : * ( بَياتاً ) * أي وقت مبيتهم بالليل .
أو أيأمن أهل القرى والمدن أن يأتيهم العذاب ضحى ، وهم مشغولون باللعب واللهو في النهار ، وفي هذا إشارة إلى أن انشغالهم في أعمالهم التي لا فائدة منها كأنها ألعاب أطفال .
وذلك سواء في إنزال العذاب ليلا أو نهارا : تخويف في أوقات الغفلة .
وأكّد اللَّه تهديده وتوبيخه فقال : أفأمن أهل القرى والمدن مكر اللَّه ، أي تدبيره الخفي وإنزال بأسه ونقمته ، وعقابه وجزائه من حيث لا يشعر العباد ؟ إنهم إن ظنّوا ذلك فقد أخطئوا ، فإنه لا يأمن مكر اللَّه إلا القوم الخاسرون .
ثم أبان اللَّه تعالى أن الغاية من ذكر هذه الإنذارات تحقيق العبرة والعظة لجميع

698

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 698
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست