نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 684
ولا تتعجّبوا أن بعث اللَّه إليكم رسولا من جنسكم لينذركم أيام اللَّه ولقاءه ، معه ذكر من ربّكم ، والذّكر : المواعظ والأوامر والنّواهي . واذكروا فضل اللَّه عليكم ونعمته ، حين جعلكم ورثة نوح أو خلفاءه ، ومنحكم طولا في القامة وقوة في الجسد تفوق أمثالكم من أبناء جنسكم وعصركم ، واذكروا آلاء اللَّه ، أي نعمه وأفضاله ، واهجروا الأوثان والأصنام ، لتكونوا من النّاجين المفلحين السعداء . فردّوا عليه متمرّدين بقولهم : أجئتنا لأجل أن نعبد اللَّه وحده ، ونترك عبادة الآباء للأصنام شركاء اللَّه ، فهم يقرّون بوجود الإله الخالق المبدع ، لكنهم لا يفردونه بالعبادة ، وتمادوا في طغيانهم ، واشتطَّوا في الحماقة والتّحدي ، فطلبوا إنزال العذاب عليهم ، قائلين : استعجل إنزال العذاب علينا إن كنت صادقا في تهديدك ووعيدك . أجابهم هود عليه السّلام بقوله : إنه قد وجب عليكم وحق بمقالتكم هذه نزول عذاب من ربّكم ، وسخط وطرد من رحمة اللَّه ، أتحاجّونني في هذه الأصنام ، وتخاصمونني في أن تسمى آلهة ، وهي لا تضرّ ولا تنفع ؟ إنكم تسمّونها آلهة ، وهي تسمية باطلة ، ما أنزل اللَّه بها من حجة ولا برهان أو دليل على عبادتها ، فانتظروا نزول العذاب الشديد من اللَّه الذي طلبتموه ، إني معكم أحد المنتظرين لنزوله بكم . ونزل بقوم عاد العذاب الشديد وهو الريح العاتية التي دمّرتهم ودمّرت كل شيء أتت عليه ، وتم استئصال الكافرين الذين كذبوا بآيات اللَّه ، ولم يكونوا مؤمنين بالله إلها واحدا لا شريك له ، ونجى اللَّه هودا والذين آمنوا معه برحمة عظيمة من اللَّه ، وكذلك ينجي اللَّه المؤمنين .
684
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 684