نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 65
على الأمم يوم القيامة ، ويكون الرسول عليهم شهيدا ، روي أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء عليهم السلام لهم برسالة اللَّه والتوحيد ، فيطالب اللَّه الأنبياء بالبيّنة على أنهم قد بلَّغوا - واللَّه أعلم بكل شيء - فيؤتى بأمة محمد العدول ، فيشهدون ، وتقول الأنبياء : أمة محمد تشهد لنا ، فتقول الأمم لهم : من أين عرفتم ذلك ؟ فيقولون : عرفنا ذلك بإخبار اللَّه تعالى في كتابه الناطق ، على لسان نبيّه الصادق ، فيؤتى عند ذلك بالنّبي صلَّى اللَّه عليه وسلم ، ويسأل عن حال أمته ، فيزكّيهم ، ويشهد لهم ، وذلك قوله تعالى : * ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ( 41 ) ) * [ النّساء : 4 / 41 ] . ويقول اللَّه للأمة الإسلامية العادلة : كيف شهدتم على ما لم تحضروا ؟ فيقولون : أي ربّنا جاءنا رسولك ، ونزل إلينا كتابك ، فنحن نشهد بأنك عهدت إلينا ، وأعلمتنا به ، فيقول اللَّه تعالى : صدقتم . وهذا معنى قوله تعالى : * ( وكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ( 1 ) لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) * [ البقرة : 2 / 143 ] . وردت هذه الآية بين آيتين تدلان على مقدمات تحويل القبلة ، لأن صلاة المسلمين أولا إلى بيت المقدس ثم تحويلهم إلى الكعبة المشرفة ، دليل على هذا التوسط والجمع بين أحكام الدين قديمه وجديدة ، والربط بين مشاعر المؤمنين الأولين والمتأخرين ، فالدين واحد لله تعالى ، والجهات كلها ملكه ، فلا اختصاص لناحية دون أخرى ، ولا مزية لها ، وإنما الأمر بيده يختار ما يشاء ، فأينما تولوا فثم وجه اللَّه ، قال اللَّه
( 1 ) خيارا ، أو متوسطين معتدلين .
65
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 65