responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 636


على نبيّه محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، للدلالة على عظيم قدرة اللَّه تعالى ، فلا يكن أيها النّبي وكل عالم بعده ضيق ومشقة من الإنذار به وتبليغه للناس ، وتذكير أهل الإيمان به ذكرى تنفعهم وتؤثر فيهم . وفي هذا إثبات للوحدانية والبعث ، والنّبوة والوحي .
وبما أن هذا القرآن العظيم ذو مهام خطيرة ، فاتبعوا أيها الناس جميع ما فيه مما أنزل إليكم من ربكم مربيكم وخالقكم ومدبر أموركم ، والمشرع لكم الحلال والحرام ، والعبادة والأحكام ، ولا تتبعوا من دون اللَّه أعوانا ونصراء ، كأنفسكم أو الشياطين التي توسوس لكم ما فيه الضّرر والضّلال ، والشّر والفساد ، والإيهام بأن الأصنام شركاء ذات تأثير عند اللَّه ، مع أنها إما جمادات صماء لا نفع فيها ، وإما مخلوقون أو مخلوقات عاجزة عن جلب الخير لنفسها أو دفع الضّرر عنها ، فمن ألَّهما أو عبدها وقع في الضّلال والانحراف عن حكم اللَّه إلى حكم الشيطان والأهواء ، ولكنكم تتذكرون قليلا ، وتنسون الواجب عليكم نحو ربّكم ، كما قال تعالى : * ( وما أَكْثَرُ النَّاسِ ولَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ( 103 ) [ يوسف : 12 / 103 ] .
وضمانا وتأييدا لوجوب امتثال أحكام اللَّه ، هدّد الحق تعالى العباد بالعقاب الشديد على المخالفة والعصيان ، من أمثال عقوبات الأمم السابقة ، وما جرى على المثيل يجري على مثله . يذكر اللَّه تعالى أن كثيرا من القرى التي أرسل إليها الرّسل مبشّرين ومنذرين ، عصوا رسلهم ، وخالفوا أمرهم ، وكذبوهم ، فجاءهم العذاب أو الهلاك مرة ليلا كقوم لوط ، ومرة نهارا كقوم شعيب ، أتاهم العذاب فجأة وقت القيلولة وسط النهار ، وهم غافلون لاهون ، كما قال اللَّه تعالى : * ( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وهُمْ نائِمُونَ ( 97 ) أَوأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وهُمْ يَلْعَبُونَ ( 98 ) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّه ( 1 ) فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّه إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ ( 99 ) ) * [ الأعراف : 7 / 97 - 99 ] .


( 1 ) أي تدبيره الخفي .

636

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 636
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست