نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 63
بصبغة الإيمان والدين الذي فطر الناس عليه ، وبتطهير النفوس من أدران الوثنية والشرك ، والرياء والأحقاد والضغائن ، فالمسلم يعلن التزامه بوحدانية اللَّه دين الفطرة ، ويصفي نفسه من كل ما يؤدي إلى زرع الحقد والضغينة في القلوب ، فهو صافي النفس والفؤاد ، مهذّب المشاعر والإحساسات ، قال اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 138 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 138 ] * ( صِبْغَةَ ( 1 ) اللَّه ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّه صِبْغَةً ونَحْنُ لَه عابِدُونَ ( 138 ) ) * [ البقرة : 2 / 138 ] . ثم أمر اللَّه نبيّه بأمر خاص به : وهو أن يقول لأتباع الأديان الأخرى الذين زعموا أنهم أبناء اللَّه وأحبّاؤه ، وادّعوا أنهم أولى بالله من المسلمين ، لقدم أديانهم وكتبهم : أتجادلوننا في دين اللَّه ، والدين واحد ، وتدّعون أن دينه الحق ما أنتم عليه ، وتظنون أن دخول الجنة والاهتداء مقصور عليكم ، فالله ربّ الجميع ، ودخول الجنة مرتبط بالأعمال الصالحة الصادرة من أي إنسان دون تعصب ولا تفريق ولا حجر على فضل اللَّه ورحمته ، اللَّه ربّنا وربّكم ، لا فرق بيننا وبينكم في العبودية لله ، فهو مالك أمرنا وأمركم ، ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم الحسنة والسّيئة ، ونحن لله مخلصون في تلك الأعمال ، لا نقصد بها إلا وجهه ، فكيف تدّعون أن لكم الجنة والهداية دون غيركم ؟ قال اللَّه تعالى : < فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 139 ] < / فهرس الموضوعات > [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 139 ] * ( قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّه وهُوَ رَبُّنا ورَبُّكُمْ ولَنا أَعْمالُنا ولَكُمْ أَعْمالُكُمْ ونَحْنُ لَه مُخْلِصُونَ ( 139 ) ) * [ البقرة : 2 / 139 ] . ثم حدّد القرآن هوّية الأنبياء السابقين ، وأنهم يلتقون مع خاتم النّبيّين على دعوة واحدة هي دعوة التوحيد الخالص لله عزّ وجلّ ، وعبادة اللَّه وحده ، والعمل بالفضائل ، والبعد عن الرّذائل ، وكل أمة مسئولة عن أعمالها الحسنة والسيئة ، والجيل المتأخر لا يسأل عن أعمال الجيل المتقدم ، ولا داعي للافتخار بالآباء والاتّكال على الماضي ، فهذا شأن العاجز الضعيف الذي ينظر إلى الماضي ، ولا يتّجه
( 1 ) الزموا دين اللَّه وفطرته .
63
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 63