نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 625
فَاعْدِلُوا ولَوْ كانَ ذا قُرْبى وبِعَهْدِ اللَّه أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( 152 ) وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوه ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 153 ) ) * [ الأنعام : 6 / 151 - 153 ] . قال ابن عباس : في الأنعام آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب ، ثم قرأ : * ( قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ) * تضمنت هذه الآيات الثلاث الوصايا العشر التي وردت خمس منها بصيغة النّهي ، وخمس بصيغة الأمر . الوصية الأولى - نبذ الشّرك بالله تعالى ، فالشّرك أعظم جريمة في الدين ، لأنه نسبة الشريك إلى اللَّه في الألوهية ، وهذا مرفوض عقلا لأن الشّركاء ، سواء أكانوا من الكواكب كالشمس والقمر ، أم من الملائكة والنّبيين ، أم من الجمادات كالأصنام والأوثان ، كلهم مخلوقون للَّه ، والمخلوق مهما عظم عبد للخالق ، والخالق وهو اللَّه تعالى هو المستحق للعبادة والتعظيم والتقديس . والوصية الثانية - الإحسان إلى الوالدين إحسانا كاملا ، بإخلاص وشعور قلبي بالاحترام والتزام أوامرهما بالمعروف ، ومعاملتهما معاملة كريمة قائمة على المحبة والمودّة والبر ، لا الخوف والرّهبة . وبرّهما سلف ودين ، فكما تبر أبويك يبرك أولادك ، قال النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فيما رواه الطبراني عن ابن عمر : « برّوا آباءكم تبركم أبناؤكم ، وعفّوا تعفّ نساؤكم » . والوصية الثالثة - تحريم وأد البنات وقتل الأولاد خشية الفقر أو العار ، فالله يرزقكم أيها الآباء وإياهم رزقا مكفولا دائما ، فلا تخشوا الفقر المتوقّع ولا العار اللاحق لأن اللَّه يرزق العباد ويحفظ البنات إذا حسنت التربية ، ودانت البنات بالدين الحق والخلق الكريم .
625
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 625