responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 575


اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : نعم ، فضرب فرسه ، فدخل فيهم ، ثم حمل على أصحابه ، فقتل رجلا ، ثم آخر ، ثم آخر ، ثم قتل ، قال الراوي : فيرون أن هذه الآية نزلت فيه : * ( الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ . . ) * الآية .
وليس هناك ظلم أشد من الشرك بالله .
وتلك الحجة القوية التي احتج بها إبراهيم عليه السلام على قومه ، وهي إبطال عبادة الكواكب والشمس والقمر ، آتيناها إبراهيم وأرشدناه إليها ووفقناه ، لإقناع قومه بها ، إننا نرفع درجات في الدنيا من نشاء من عبادنا ، وهي درجة الإيمان ، ودرجة العلم ، ودرجة الحكمة والتوفيق ، ودرجة النبوة ، ما لم يحظ بها غيرهم ، كما قال اللَّه تعالى : * ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّه ورَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ ) * [ البقرة : 2 / 253 ] . ونرفع درجات بعضهم أيضا في الآخرة بالجنة والثواب ، إن ربك حكيم في قوله وفعله وصنعه ، عليم بشؤون خلقه ، وبمن يهديه ومن يضله ، وإن قامت عليهم الحجج والبراهين ، كما وصفهم اللَّه تعالى بقوله : إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ( 96 ) ولَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الأَلِيمَ ( 97 ) [ يونس : 10 / 96 - 97 ] . والدرجات وإن كان الأصل استعمالها في المحسوسات فهي هنا في المراتب والمنازل المعنوية .
ورفع الدرجات لبعض الناس كالمخلصين الأتقياء يكون بمقتضى الحكمة والعلم ، لا بموجب الشهوة والمجازفة ، فإن أفعال اللَّه منزهة عن العبث والباطل ، والتفضيل ورفع المنازل إنما هو بفضل اللَّه يؤتيه من يشاء ، واللَّه ذو الفضل العظيم . وقوله سبحانه في نهاية الآية * ( حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) * صفتان تليق بهذا الموضع ، إذ هو موضع مشيئة واختيار ، فيحتاج ذلك إلى العلم والإحكام أو الإتقان .

575

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 575
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست