responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 556


نزلت هاتان الآيتان - في رأي جمهور المفسّرين - في القوم الذين طلب المشركون طردهم من مجلس النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حتى يؤمنوا ويتفرّدوا بالجلوس ، فنهى اللَّه عزّ وجلّ عن طردهم ، وضمّ إلى ذلك النهي الأمر بأن يسلَّم النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عليهم ويؤنسهم .
قال عكرمة : نزلت في الذين نهى اللَّه تعالى نبيّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن طردهم ، فكان إذا رآهم النّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بدأهم بالسلام ، وقال : « الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسّلام » .
وقال الفضيل بن عياض : قال قوم للنّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إنا قد أصبنا ذنوبا فاستغفر لنا ، فأعرض عنهم ، فنزلت الآية : * ( وإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا ) * .
والمعنى : وإذا جاءك أيها الرسول الذين يؤمنون بالله ورسله ، ويصدقون بكتبه تصديقا قلبيّا وعمليّا ، ويؤمنون بآيات القرآن وعلامات النّبوة كلها ، فقل لهم : أمان لكم من عذاب اللَّه في الدنيا والآخرة لأن اللَّه سبحانه أوجب على نفسه الكريمة الرحمة بعباده ، تفضّلا منه وإحسانا وامتنانا ، فهو واسع الفضل والمغفرة ، يغفر الذنوب بعد التوبة ، ويعفو عن السّيئات بالحسنات .
جاء في الصحيحين وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : « إن اللَّه تبارك وتعالى كتب كتابا ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت غضبي » .
فمن ارتكب منكم ذنبا أو خطيئة بجهالة كغضب شديد ، أو شهوة جامحة ، وخفة عارمة ، وطيش بيّن ، ثم تاب إلى اللَّه وندم على ذلك الذنب ، وصمّم على عدم العودة إلى المعصية في المستقبل ، وأصلح عمله ، فالله يغفر له ذنبه ، لأنه واسع المغفرة والرحمة ، ونظير هذه الآية الدّالة على غفران السيئات الواقعة عن جهالة قوله تعالى :
* ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ) * [ النّساء : 4 / 17 ] . قال بعض السّلف : « كل من عصى اللَّه فهو جاهل » وقال مجاهد : « من الجهالة :

556

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست