نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 50
أي بل أيها اليهود المنكرون للنّسخ أتريدون أن تطلبوا من رسولكم كما طلب آباؤكم اليهود من موسى عليه السّلام ؟ فقد طلبوا منه أن يريهم الله جهرة . ومن يترك الثقة في القرآن ويشكّ في أحكامه ، ويطلب غيرها فقد ضلّ السّبيل السّوي . ومن أمثلة النّسخ في الشريعة : أن الصلاة شرعت أولا ركعتين بالغداة ( صباحا ) وركعتين بالعشي ( مساء ) رأفة بالناس ورحمة بهم ، لأنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام ، ولم يكونوا قد تذوقوا حلاوة الصلاة ، ولا عرفوا لذّة المناجاة فيها ، فلما اطمأنّت نفوسهم بالصلاة ، زادها الله على النحو التالي المعروف على حسب ما اقتضته الحكمة الإلهية العالية . وأول ما نسخ من القرآن : القبلة ، قال الله تعالى : * ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه ) * فصلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم نحو بيت المقدس وترك البيت العتيق ، ثم صرفه اللَّه تعالى إلى البيت العتيق . ومن أمثلة النّسخ : تحريم الخمر على مراحل أربع ، فقد نفّر القرآن منها أولا بقوله تعالى : * ( ومِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ والأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْه سَكَراً ورِزْقاً حَسَناً ) * [ النّحل : 16 / 67 ] فوصف تناول العنب والتمر على سبيل التفكّه بالحسن ، ولم يوصف الشراب المسكر بتلك الصفة . ثم وصف اللَّه الخمر والميسر ( القمار ) بأن فيهما إثما كبيرا ، وإن كان فيهما منافع مادّية تجارية ومكاسب رابحة ، ثم منع اللَّه السّكارى من الصلاة حال السّكر ، ثم حرّم اللَّه الخمر تحريما قاطعا دائما إلى يوم القيامة . وكانت عقوبة الزّانيات الحبس في البيوت حتى الموت ، وعقوبة الزّناة التعيير باللسان والتوبيخ والضرب بالنّعال ، ثم قرر اللَّه الحكم الأخير وهو جلد الزانية والزاني مائة جلدة .
50
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي جلد : 1 صفحه : 50