responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 483


إِلَّا إِله واحِدٌ وإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 73 ) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّه ويَسْتَغْفِرُونَه واللَّه غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 74 ) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ ( 1 ) مِنْ قَبْلِه الرُّسُلُ وأُمُّه صِدِّيقَةٌ ( 2 ) كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ( 3 ) ( 75 ) ) * [ المائدة : 5 / 70 - 75 ] .
تضمّنت هذه الآيات الكريمات أخبارا مثيرة ووقائع حدثت من أوائل الكتابيين ، الخبر الأول - يقسم اللَّه تعالى بذاته على أنه أخذ العهد المؤكد الموثق على بني إسرائيل في التوراة على السمع والطاعة لله ورسله : موسى وعيسى ومحمد عليهم الصّلاة والسّلام ، فيؤمنوا بالله وحده لا شريك له ، ويتّبعوا أحكام اللَّه وشرائعه ، ولكنهم نقضوا العهد والميثاق وعاملوا الرّسل بحسب أهوائهم ، فكذّبوا بعضهم وأعرضوا عن رسالته ، وقتلوا بعضهم ظلما وعدوانا .
والخبر الثاني - أنهم ظنّوا وتيقّنوا ألا يترتب على ما صنعوا شرّ وضرر ، وألا تقع بهم فتنة ، أي اختبار وابتلاء لهم بما فعلوا من الفساد ، لزعمهم أنهم أبناء اللَّه وأحبّاؤه ، ولَّجوا في شهواتهم ، واختبروا بالشدائد ، ولكنهم لم يتّعظوا ولم يعتبروا ، وعموا عن الحق ، ولم يتبصّروا طريق الهدى ، فشبّهوا بالعمي ، وصمّوا آذانهم عن استماع الحق وعن تدبر آيات اللَّه ، فشبّهوا بالصّمّ ، فلم يهتدوا إلى الخير ، وتسلط عليهم البابليّون ونهبوا أموالهم ، وسبوا أولادهم ونساءهم ، ثم تاب اللَّه عليهم مما كانوا فيه ، أي رجع بهم إلى الطاعة والحق ، حين أنابوا لربّهم وتركوا الفساد والشّرّ وعبادة العجل ، ثم أعادوا الكرة للانغماس في الشهوات ، فعموا عن المواعظ ، وصموا آذانهم عن آيات اللَّه ولم يعتبروا بالإنذارات ولم يتّعظوا بالشدائد والحجج


( 1 ) مضت . ( 2 ) كثيرة الصدق مع اللَّه تعالى . ( 3 ) أي يصرفون عن الحق مع قيام البرهان .

483

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست