responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 475


سَواءِ السَّبِيلِ [1] ( 60 ) وإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِه واللَّه أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ ( 61 ) وتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الإِثْمِ والْعُدْوانِ وأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ( 2 ) لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ( 62 ) لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ ( 3 ) والأَحْبارُ ( 4 ) عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ ( 63 ) ) * [ المائدة : 5 / 57 - 63 ] .
قال ابن عباس مبيّنا سبب نزول هذه الآيات : كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ونافقا ، وكان رجل من المسلمين يوادّهما ، فأنزل اللَّه : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ ) * إلى قوله تعالى : * ( بِما كانُوا يَكْتُمُونَ ) * .
نهى اللَّه تعالى المؤمنين عن اتّخاذ أعدائهم أولياء ، أي حلفاء وأنصارا ، فوسمهم بوسم يحمل النفوس على تجنّبهم ، وذلك اتّخاذهم دين المؤمنين ومشاعرهم هزوا ولعبا ، أي سخرية وازدراء ، ومظهرا من مظاهر اللعب والعبث ، حتى وإن تظاهروا بالمودة والمحبة والعطف ، كما قال اللَّه تعالى : * ( وإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ ( 14 ) ) * [ البقرة : 2 / 14 ] .
وشدّد اللَّه على قطع الموالاة ، فأمر الناس المؤمنين بتقوى اللَّه وخشية عذابه ووعيده على الموالاة مع الأعداء ، إن كنتم صادقي الإيمان تحترمون أحكامه وتلتزمون حدوده ، وكل من الأمر بالتقوى والتذكير بالإيمان للتّنفير والتّحذير من أفاعيل الأعداء وشرورهم ومكرهم ، وتنبيه النفوس إلى أن الإيمان الحق يقتضي البعد من العدو .
ومن أفاعيل الأعداء وسوء فعلهم ومظاهر شرّهم : أنكم أيها المؤمنون إذا ناديتم



[1] الطريق المعتدل وهو الإسلام . ( 2 ) المال الحرام كالرّشوة والربا . ( 3 ) العبّاد والعلماء . ( 4 ) علماء اليهود .

475

نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : وهبة الزحيلي    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست